شقي وكثير الغلبة

كريمان الكيالي - هادىء، لطيف ، لايتحرك من مكانه ، لايتحدث كثيرا ، طفل تحبذه كل اسرة، اما الشقي، المشاغب ، كثيرالغلبة فهومشكلة للأهل في البيت والمدرسة وكل مكان يذهب اليه. الشقاوة صفة ارتبطت بالاطفال ، و اذا ما اقترنت باختلاق القصص وافتعال المشاكل ومقاطعة الاخرين في الحديث ، واحداث فوضى و تخريب وأذى ، تضع الاهل في مواقف حرجة وقد تعرض حياة الصغار للخطر..
شقي ومشاغب هو طفل ''نعسان '' يعاني من عادات خاطئة في النوم بسبب صعوبات في التنفس، التهاب اللوزتين ، الجلوس الطويل امام التلفزيون والكمييوتر ، او انه طاقة زائدة بحاجة الى تفريغ ، اوبسبب شعوره بالنقص او الخوف من عقاب والديه ومعلميه او عدم الاستقرار العائلي .،هذا ماتوصلت اليه دراسة مسحية حديثة نشرت بمجلة '' طب الاطفال '' وشملت آباء ل3000 طفل في سن الخامسة .
شقاوة الاطفال في بعض الأحيان تصبح حكايا يرويها الأهل ، لاتخلو من الطرافة والحرج .
تصف ام لثلاثة ابناء'' ليلى '' لحظة عثورها على طفلها الاصغر 3سنوات جالسا على كرسي بعد ان فتح باب الثلاجة ينتقي بعض الطعام ب''المذهلة '' وتقول '' بحثت عنه في غرفته حيث تركته يلعب، لم اجده ، اخر ما كنت افكر به ان يكون متسللا الى المطبخ ، اعتقدت بأنني اشاهد فيلما كوميديا أو انني امام كاميرا خفية ، انتهز انشغالي ببعض الاعمال وقام بجر احد الكراسي الموجودة في المطبخ ، وتربع على الكرسي امام باب الثلاجة ، قلب ما فيها رأسا على عقب، عبث بأكثر من طبق ، كسر البيض ، اعتقد ان في الثلاجة بعض الشيوكولاته و اخفيتها عنه .
وتقول '' منال '': المشكلة مع ابنتي انها لايمكن ان تنتظر ريثما نكمل جملة مفيدة، سواء كنت انا او ابيها او حتى من يشاركنا الحديث من الضيوف، تقاطعنا ، تحرجنا بشدة ، معلماتها يشتكين منها ، اصبحت مثار قلق لنا، و ذات يوم زارتني بعض الصديقات ،فاجأتني وهي لاتتجاوز 5 سنوات باقتحام الجلسة وهي تنتعل حذائي وتحمل حقيبتي ، وقد صبغت شفتيها باحمر الشفاة بشكل غير متقن بالطبع، انحنت تسلم على الصديقات وتقبلهن ، مشهد كان مضحكا للغاية .
الابن الأوسط ل''خالد'' شقي ويحب التقليد يذكره دائما بطلاب مسرحية ''مدرسة المشاغبين '' كما يقول ، ومن اطرف ما حصل قبل بضعة ايام انه اصطحبه معه الى المؤسسة التي يعمل بها ، فما كان منه الا ان أخذ في التنكيت على الموظفين ، بدأ يقلد موظفة سمينة في مشيتها واخرى في ردها على الهاتف و فاضطر للاستئذان والانصراف ، ويقول : دائما يحرجني امام الاخرين ، يضرب زملاؤه في المدرسة، وابناء الجيران في الحي ، لايهدأ الا اذا تسبب بمشكلة بعدها يمد لسانه ويرفع يديه على اذنيه ويحركهما بطريقة بهلوانية ، شقاوته افسدت علاقتي بأكثر من جار في العمارة التي اسكن فيها ، ضرب ابناءهم اكثر من مرة ، وانقطعت الصلة بيننا بسببه.
شقاوة الاطفال يحتملها الاهل ولكن الغرباء ينزعجون منها بشدة ، حتى لوكان هؤلاء الصغار ابناء مشاهير مثل النجمين ''براد بيت و انجلينا جولي'' الذين تركا ابناءهما الاربعة مع المربيات وذهبا ليحضرا حفل توزيع جوائز الاكاديمية البريطانية للافلام والفنون التلفزيونية ''بافتا '' ، غير ان الصغاراحدثوا صخبا كبيرا اثار انزعاج نزلاء فندق فخم المبيت فيه لليلة واحدة ب 4000 جنيه استرليني اي قرابة 8000 ديناراردني .
الطفل الشقي او المزعج احيانا يكون مشروع عالم اومخترع اومبدع هذا ما اكد ه طبيب نفساني اشتكت له ام بريطانية قيام ابنها ''3سنوات '' بتفكيك العابه القديمة والجديدة دائما مما يضطرها لعقابه وحرمانه من اللعب ، الا ان الطبيب اخبرها بأن ابنها لايلهو ، بل يريد ان يكتشف الطريقة التي تعمل بها هذه الالعاب ، والان عمر الطفل 7 سنوات وهو من أذكى الاذكياء في مدرسته بدأ يلفت الانظار والجميع يتنبأ له بمستقبل باهر.
وينصح مختصون برعاية الطفل الشقي منحه فرصة للابداع والتعبيرعن ميوله واتجاهاته ، وتوجيهه واحتوائه من خلال توفيراجواء مناسبة يشعر معها بالامان والا يتم عقابه او توعده امام آخرين ، فهذا يزيد من ردود فعله الشقية ، و اذا اقتضى الامر اخذه لطبيب او اختصاصي يدربه على برنامج التحكم الذاتي في انفعالاته، فالطفل الشقي هو طاقة مهدورة وليس مشكلة كما يعتقد البعض شرط ان لايكون نعسانا !!.