هذا النص كما هو منقول من الدفتر ورغم رغبتي الشديدة اثناء قراءتي له ان اقوم ببعض التعديلات واحذف بعض الجمل واضع مكانها جملاً اخرى الا اني حرصت على ان يصلكم هذا النص كما كُتِبَ اول مرة في دفتر محاضرات الجامعة وهو للعلم ينشر للمرة الأولى. وها انا اليوم اضع النص امامكم اعضاء اسرة "شباب ضد الاحتلال" فاذا قلتم لي ان انشره سأنشره واذا رأيتم انه لا داعي لنشره في غير مكان فاني لن انشره ابداً بل سأقوم بحذفه من هنا ايضاً.
في انتظار ارائكم التي تهمني.
والان اترككم مع النص الكامل بعفويته وصدقه وعمقه ......
ان اقترابي منكِ يا بنت العراق جعلني اكتشف الكثير الكثير, جعلني ادرك حجم مأساة هذا الشعب رغم اني كنت اتابع الأخبار الا اني ما وقفت على حجم الألم هذا الا بعد ان عرفتكِ. لقد عرفت ايضاً ان هذا الشعب قد ظُلِمَ كثيراً, لقد ظلمته الانظمة الشعوب العربية وانظمتها لا بل انها خيانة, وخيانة قذرة وليس للخيانة الا ان توصف بالقذرة.
وكأن ذاكرة العربي قد مُسِحَت!
وكأنه لم يكن هناك في يوم من الايام عراق يقف على قدميه اسمه حارس الأمة!
وكأن هذا الشعب العظيم لم يقدم ويضحي في سبيل هذه الأمة!!...
لقد كشفت هذه الحرب الزيف الذي نعيشه. لقد كشفت هذه الحرب بطلان انظمة الدفاع المشترك. لقد اثبتت هذه الحرب ان هذا العالم لم يعد يؤمن بالقيم النبيلة, وان التشجيع والمؤازرة ليس الا للقوي ظالماً كان ام على حق. هذا النكران لا استغربه من الأنظمة كثيراً, رغم اني كنت اتوقع منها غير هذا, لكن النكران الذي ابدته الشعوب العربية تجاه شعب العراق واللاجئين من شعب العراق جعلني اشعر اني كنت متفائلاً كثيراً...وبأن الحقيقه هي ان هذه الشعوب قد غُسِلَت ادمغتها وانكرت واجبها تجاه القضايا العربية.
فرؤيتهم للاجيء العراقي تجعلهم يشعرون بالاشمئزاز, واذا ما دار حديث وذكر فيه العراق, رأيتهم ينهشونه .
بدل ان يقولوا ما السبيل الى مساعدة اخوتنا تراهم يضيقون عليهم, تراهم يستغلون لاجئيهم ابشع استغلال. لم اعتقد في يوم اني سأتحدث هكذا عن الشعوب العربية التي ابدت تعاطفاً ونخوة ومثالاً في الاخوة في حرب فلسطين, ارى اليوم ان هذه الشعوب قد تبرئت من صلة الدم ووحدة المصير مع شعب العراق, فكأنهم ليسوا عرباً ولا مسلمين ولا حتى جيران, بل اني حتى رأيت بأم عيني لاجئين عراقيين يعاملون اسوأ معاملة الى الحد الذي ابكاني حين اختلي بنفسي ومنعني من ان اخرج من بيتي كثيراً.
لست انفي ان هناك اناساً ما زالت فيهم عزة الاسلام ونخوة العروبة, لكني استنكر واذم كل تصرف لا يمكن وصفه الا بأنه قبيح وجاهل ومذموم تجاه ابناء جلدتنا من العراق. اني ادرك الان لماذا لا يأمل العراقيين من غيرهم الكثير, وخصوصاً اللاجئين , فمن بقي بداخل العراق منهم ما زال يصدق ما يشاع من اخبار بان العرب باخوة وبأن الشعوب العربية تختلف عن الأنظمة, وبأن وبأنها تدعم وتؤازر شعب العراق وترحب بلاجئيه احر ترحيب, ولكني اقول لأن يقتل العراقي العراقي في بلاده خير له من ان يقتل كل يوم مئة مرة وهو لاجيء في وطن عربي اخر.
نعم الا اوافقك الرأي يا بنت العراق بأن اصبع الاتهام موجه لكل من يتحدث اللهجة العراقية في بلادنا العربية.
لقد استغرب العالم كيف ان الرئيس صدام حسين وقف وقفة رجل عند منصة الاعدام وما انحنى ولا ارتجف ولا استعطفهم, ونطق الشهادتين بكل عزم وايمان, اما انا فلا استغرب هذا لأني اعرف من هو صدام حسين, لكني استغرب حقاً كيف انه عاش بعد الاحتلال ليرى الخيانة من اقرب الناس اليه, ليرى الخيانة من اناس كانوا يعيشون من خيراته وخيرات العراق ويحتمون به, كيف لم يمت قهراً !!؟
ان خروجي من محافظة الكرك, المحافظة التي تحب العراق وتحب صدام حسين قد كشف لي ان العالم لا يفكر مثلما يفكر الكركيون, اني مشتاق لتلك الأيام, ومشتاق للكركيون واحاديثهم القومية ونخوتهم, مشتاق لغرفتي في الكرك مشتاق لمؤته الأرض التي دارت عليها معركة بين نفر قليل قليل من المسلمين وجمع غفير من الروم وانتصر فيها المسلمين.
هل اخبرتك اني نزلت امس الى السوق, كانت هناك امرأة عراقية طاعنة في السن, تفترش الأرض وامامها علب سجائر وولاعات واغراض اخرى بسيطة. تذكرت صفوان الكركي صديقي الذي كنت اجلس معه في الكافتيريا في الجامعة وكان يردد بيت الشعر هذا دائماً بحزن "خوفي ليس على اوطان قد ضاعت وانما خوفي على وطن عربي اخر سيضيع وشعب عربي اخر سيبيع ...العلكه والكولا ومجلات العرب الصادره في امريكا". نظرت اليها, تأملتها, أصابني اعياء شديد, شعرت بدوار وشعرت بحرقة في صدري, اقتربت منها, اردت ان أخذ يديها اقبلهما واقول لها "قومي معي, تعالي معي للبيت, ليس هنا مكانك, انتي عراقية, انتي من الماجدات كيف بربك صرتي الى ما صرتي اليه", قَطَعَت علي صمتي عندما سألتني قائله "شتريد يمه", خفت ان اقول لها ما كان يدور ببالي للتو ان لا تفهمني, ان تنهرني, ان تحسبني مستهزءاً, لأنها عاشت بالسوق وتعرف ان لا رحمة فيه, لأنها تعرف اكثر مني انه لو كان هناك نخوة لما اضطرت هي لأن تفترش الأرض. قلت لها بأني اريد ان اشتري, اشتريت منها ولاعة ودفعت ثمنها وغادرت, لكن فكري لم يغادر المكان, لم يغادر تلك الزاوية, تلك البقعة التي تفترشها تلك المرأة العجوز.
وسألت نفسي "ماذا يا ترى لو صدقت حديثي ولم تستهزء به؟ وجائت معي كضيفة للمنزل, ماذا سيقول أهلي؟ هل سيرحبون بها؟ وكم من الوقت سيرحبون بها؟ هل سيفخرون بي ان قمت بهكذا عمل؟" لم ارد ان اقطع الشك باليقين كي احصل على اجوبة هذه الأسئلة. ورأيت ان لا اتطرق لهذا الأمر حتى لا يكون هناك فرصة او احتمال أن أخسر أهلي, لأنه لو حدث شيء يجرح شعور هذهِ المرأة العجوز فاني لن اتونى في أن اتخلى عنهم, نعم سأفعل ولن اتردد في ذلك, ولأني اعرف نفسي جيداً وبأني لا اتهاون في هذه الأمور تجنبت ان افتحها ورأيت ان اسلك غيرها من الطرق.
ووجدت نفسي اقول
سل العراق العراق سل دجله وسل الفرات
متى يعود المجد ويعود أهلي من الشتــات؟
في انتظار ارائكم التي تهمني.
والان اترككم مع النص الكامل بعفويته وصدقه وعمقه ......
ان اقترابي منكِ يا بنت العراق جعلني اكتشف الكثير الكثير, جعلني ادرك حجم مأساة هذا الشعب رغم اني كنت اتابع الأخبار الا اني ما وقفت على حجم الألم هذا الا بعد ان عرفتكِ. لقد عرفت ايضاً ان هذا الشعب قد ظُلِمَ كثيراً, لقد ظلمته الانظمة الشعوب العربية وانظمتها لا بل انها خيانة, وخيانة قذرة وليس للخيانة الا ان توصف بالقذرة.
وكأن ذاكرة العربي قد مُسِحَت!
وكأنه لم يكن هناك في يوم من الايام عراق يقف على قدميه اسمه حارس الأمة!
وكأن هذا الشعب العظيم لم يقدم ويضحي في سبيل هذه الأمة!!...
لقد كشفت هذه الحرب الزيف الذي نعيشه. لقد كشفت هذه الحرب بطلان انظمة الدفاع المشترك. لقد اثبتت هذه الحرب ان هذا العالم لم يعد يؤمن بالقيم النبيلة, وان التشجيع والمؤازرة ليس الا للقوي ظالماً كان ام على حق. هذا النكران لا استغربه من الأنظمة كثيراً, رغم اني كنت اتوقع منها غير هذا, لكن النكران الذي ابدته الشعوب العربية تجاه شعب العراق واللاجئين من شعب العراق جعلني اشعر اني كنت متفائلاً كثيراً...وبأن الحقيقه هي ان هذه الشعوب قد غُسِلَت ادمغتها وانكرت واجبها تجاه القضايا العربية.
فرؤيتهم للاجيء العراقي تجعلهم يشعرون بالاشمئزاز, واذا ما دار حديث وذكر فيه العراق, رأيتهم ينهشونه .
بدل ان يقولوا ما السبيل الى مساعدة اخوتنا تراهم يضيقون عليهم, تراهم يستغلون لاجئيهم ابشع استغلال. لم اعتقد في يوم اني سأتحدث هكذا عن الشعوب العربية التي ابدت تعاطفاً ونخوة ومثالاً في الاخوة في حرب فلسطين, ارى اليوم ان هذه الشعوب قد تبرئت من صلة الدم ووحدة المصير مع شعب العراق, فكأنهم ليسوا عرباً ولا مسلمين ولا حتى جيران, بل اني حتى رأيت بأم عيني لاجئين عراقيين يعاملون اسوأ معاملة الى الحد الذي ابكاني حين اختلي بنفسي ومنعني من ان اخرج من بيتي كثيراً.
لست انفي ان هناك اناساً ما زالت فيهم عزة الاسلام ونخوة العروبة, لكني استنكر واذم كل تصرف لا يمكن وصفه الا بأنه قبيح وجاهل ومذموم تجاه ابناء جلدتنا من العراق. اني ادرك الان لماذا لا يأمل العراقيين من غيرهم الكثير, وخصوصاً اللاجئين , فمن بقي بداخل العراق منهم ما زال يصدق ما يشاع من اخبار بان العرب باخوة وبأن الشعوب العربية تختلف عن الأنظمة, وبأن وبأنها تدعم وتؤازر شعب العراق وترحب بلاجئيه احر ترحيب, ولكني اقول لأن يقتل العراقي العراقي في بلاده خير له من ان يقتل كل يوم مئة مرة وهو لاجيء في وطن عربي اخر.
نعم الا اوافقك الرأي يا بنت العراق بأن اصبع الاتهام موجه لكل من يتحدث اللهجة العراقية في بلادنا العربية.
لقد استغرب العالم كيف ان الرئيس صدام حسين وقف وقفة رجل عند منصة الاعدام وما انحنى ولا ارتجف ولا استعطفهم, ونطق الشهادتين بكل عزم وايمان, اما انا فلا استغرب هذا لأني اعرف من هو صدام حسين, لكني استغرب حقاً كيف انه عاش بعد الاحتلال ليرى الخيانة من اقرب الناس اليه, ليرى الخيانة من اناس كانوا يعيشون من خيراته وخيرات العراق ويحتمون به, كيف لم يمت قهراً !!؟
ان خروجي من محافظة الكرك, المحافظة التي تحب العراق وتحب صدام حسين قد كشف لي ان العالم لا يفكر مثلما يفكر الكركيون, اني مشتاق لتلك الأيام, ومشتاق للكركيون واحاديثهم القومية ونخوتهم, مشتاق لغرفتي في الكرك مشتاق لمؤته الأرض التي دارت عليها معركة بين نفر قليل قليل من المسلمين وجمع غفير من الروم وانتصر فيها المسلمين.
هل اخبرتك اني نزلت امس الى السوق, كانت هناك امرأة عراقية طاعنة في السن, تفترش الأرض وامامها علب سجائر وولاعات واغراض اخرى بسيطة. تذكرت صفوان الكركي صديقي الذي كنت اجلس معه في الكافتيريا في الجامعة وكان يردد بيت الشعر هذا دائماً بحزن "خوفي ليس على اوطان قد ضاعت وانما خوفي على وطن عربي اخر سيضيع وشعب عربي اخر سيبيع ...العلكه والكولا ومجلات العرب الصادره في امريكا". نظرت اليها, تأملتها, أصابني اعياء شديد, شعرت بدوار وشعرت بحرقة في صدري, اقتربت منها, اردت ان أخذ يديها اقبلهما واقول لها "قومي معي, تعالي معي للبيت, ليس هنا مكانك, انتي عراقية, انتي من الماجدات كيف بربك صرتي الى ما صرتي اليه", قَطَعَت علي صمتي عندما سألتني قائله "شتريد يمه", خفت ان اقول لها ما كان يدور ببالي للتو ان لا تفهمني, ان تنهرني, ان تحسبني مستهزءاً, لأنها عاشت بالسوق وتعرف ان لا رحمة فيه, لأنها تعرف اكثر مني انه لو كان هناك نخوة لما اضطرت هي لأن تفترش الأرض. قلت لها بأني اريد ان اشتري, اشتريت منها ولاعة ودفعت ثمنها وغادرت, لكن فكري لم يغادر المكان, لم يغادر تلك الزاوية, تلك البقعة التي تفترشها تلك المرأة العجوز.
وسألت نفسي "ماذا يا ترى لو صدقت حديثي ولم تستهزء به؟ وجائت معي كضيفة للمنزل, ماذا سيقول أهلي؟ هل سيرحبون بها؟ وكم من الوقت سيرحبون بها؟ هل سيفخرون بي ان قمت بهكذا عمل؟" لم ارد ان اقطع الشك باليقين كي احصل على اجوبة هذه الأسئلة. ورأيت ان لا اتطرق لهذا الأمر حتى لا يكون هناك فرصة او احتمال أن أخسر أهلي, لأنه لو حدث شيء يجرح شعور هذهِ المرأة العجوز فاني لن اتونى في أن اتخلى عنهم, نعم سأفعل ولن اتردد في ذلك, ولأني اعرف نفسي جيداً وبأني لا اتهاون في هذه الأمور تجنبت ان افتحها ورأيت ان اسلك غيرها من الطرق.
ووجدت نفسي اقول
سل العراق العراق سل دجله وسل الفرات
متى يعود المجد ويعود أهلي من الشتــات؟
عدل سابقا من قبل عربي في الأحد فبراير 28, 2010 3:33 am عدل 3 مرات
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي