جريدة الرأي
عيسى
امضيت نصف الاسبوع الماضي في الكرك واكثر ما شدني هناك هو سلوك عيسى..
عيسى طفل في التاسعة من عمره تقريبا، وهو في الصف الرابع على ما أظن.. وكان يأتيني الى المنزل ويطرق الباب ويسألني: عمو معك فكة ربع ليره .. يبدو أن المناطق النائية وحدها هي من يتم السؤال فيها عن فكة ربع ليره ..
احضرت جميع (البرايز والشلون) في المنزل وكانت تتجاوز الدينار وحين طرق عيسى باب المنزل للمرة الرابعة اعطيته اكثر من دينار.. عيسى لم يتردد في قبول الامر وقال لي: بجيبلك الباقي بعدين.. بعدين ..
المهم وقفت خلف الشباك اراقب عيسى يا ترى ما الذي سيفعله طفل في العطلة.. لا شيء! كان يخرج من المنزل كل نصف ساعة ثم ينظر الى اليمين وبعد ذلك الى الشمال، وبالضرورة ان يلتقط حجرا من الارض للرماية على قط شارد ثم يدخل الى المنزل.
بعد ذلك وفي ساعات العصر أحضر عيسى بكسة من الخشب وقام بتكسيرها واشعال النار فيها وتنعم بالدفء قليلا ثم عاد الى المنزل.. لحظات وخرج عيسى مرة اخرى، ثم بدأ ينظر عبر شباك سيارتي.. اثار الامر فضولي وذهبت اليه كي اعرف ما الذي شد انتباهه في الداخل وغالبا ما يعجب الاطفال بالانارة او شكل المقود ولكن عيسى اثار فضوله امر آخر وهو (القنوة).. قال لي: معك قنوة؟ فأجبته: لا.. ثم حدثني عن والده وكيف يضع القنوة بجانب الكرسي.. في نهاية الامر لم يكن شكل السيارة مغريا لعيسى كونها لا تحتوي على (قنوة) ثم غادر.. وكانت جيوبه (تخرخش) من ثقل الفكة التي يحملها..
مرت دقائق وعاد عيسى الى الخروج وسالت نفسي ما الذي سيفعله الفتى هذه المرة، نظر الى اليمين ثم الى اليسار وكالعادة تناول حجرا من الارض وسدد على قط شارد.. بعد ذلك عقد (رباط) الحذاء، ثم حك رأسه من اسفل الجمجمة، في تلك اللحظة أدركت ان عيسى ينوي فعل شيء مختلف هذه المرة.. لقد احضر كوبا مليئا بالكاز وتأكد ان احدا لا يراقبه، بعد ذلك قام بسكبه داخل برميل (الزبالة) واشعله واجتمع معه بعض من اطفال الحي وبدأوا يصرخون هربجت .. لم افهم معنى هربجت .. وفي لحظة فرحهم بالنار.. وكالعادة جميعهم نزل الى الارض والتقطوا مجموعة من الحجارة، ويبدو انهم لاحظوا مرور قط شارد وبدأوا بالتسديد عليه.
عيسى طفل وهو لا يختلف عن أي طفل امضى يوم العطلة باشعال الحرائق واصطياد القطط واحيانا محاولة معرفة مكان القنوة في السيارات المركونة.. وانتهى الامر باحضار الكاز واشعال برميل القمامة.
هو يبدأ صباحه باحراق (بكسة) خشبية تالفة وينهي مساءه باحراق برميل القمامة باستعمال الكاز.
سيكبر عيسى.. واذا اصبح قوي البنية شديد البأس فلا تسأله عن طفولته فما الذي وفرناه له في الطفولة! صالات تزلج مثلا؟! قاعات للرياضة؟! ام مكتبة عملاقة.. طبعا لا شيء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عيسى
امضيت نصف الاسبوع الماضي في الكرك واكثر ما شدني هناك هو سلوك عيسى..
عيسى طفل في التاسعة من عمره تقريبا، وهو في الصف الرابع على ما أظن.. وكان يأتيني الى المنزل ويطرق الباب ويسألني: عمو معك فكة ربع ليره .. يبدو أن المناطق النائية وحدها هي من يتم السؤال فيها عن فكة ربع ليره ..
احضرت جميع (البرايز والشلون) في المنزل وكانت تتجاوز الدينار وحين طرق عيسى باب المنزل للمرة الرابعة اعطيته اكثر من دينار.. عيسى لم يتردد في قبول الامر وقال لي: بجيبلك الباقي بعدين.. بعدين ..
المهم وقفت خلف الشباك اراقب عيسى يا ترى ما الذي سيفعله طفل في العطلة.. لا شيء! كان يخرج من المنزل كل نصف ساعة ثم ينظر الى اليمين وبعد ذلك الى الشمال، وبالضرورة ان يلتقط حجرا من الارض للرماية على قط شارد ثم يدخل الى المنزل.
بعد ذلك وفي ساعات العصر أحضر عيسى بكسة من الخشب وقام بتكسيرها واشعال النار فيها وتنعم بالدفء قليلا ثم عاد الى المنزل.. لحظات وخرج عيسى مرة اخرى، ثم بدأ ينظر عبر شباك سيارتي.. اثار الامر فضولي وذهبت اليه كي اعرف ما الذي شد انتباهه في الداخل وغالبا ما يعجب الاطفال بالانارة او شكل المقود ولكن عيسى اثار فضوله امر آخر وهو (القنوة).. قال لي: معك قنوة؟ فأجبته: لا.. ثم حدثني عن والده وكيف يضع القنوة بجانب الكرسي.. في نهاية الامر لم يكن شكل السيارة مغريا لعيسى كونها لا تحتوي على (قنوة) ثم غادر.. وكانت جيوبه (تخرخش) من ثقل الفكة التي يحملها..
مرت دقائق وعاد عيسى الى الخروج وسالت نفسي ما الذي سيفعله الفتى هذه المرة، نظر الى اليمين ثم الى اليسار وكالعادة تناول حجرا من الارض وسدد على قط شارد.. بعد ذلك عقد (رباط) الحذاء، ثم حك رأسه من اسفل الجمجمة، في تلك اللحظة أدركت ان عيسى ينوي فعل شيء مختلف هذه المرة.. لقد احضر كوبا مليئا بالكاز وتأكد ان احدا لا يراقبه، بعد ذلك قام بسكبه داخل برميل (الزبالة) واشعله واجتمع معه بعض من اطفال الحي وبدأوا يصرخون هربجت .. لم افهم معنى هربجت .. وفي لحظة فرحهم بالنار.. وكالعادة جميعهم نزل الى الارض والتقطوا مجموعة من الحجارة، ويبدو انهم لاحظوا مرور قط شارد وبدأوا بالتسديد عليه.
عيسى طفل وهو لا يختلف عن أي طفل امضى يوم العطلة باشعال الحرائق واصطياد القطط واحيانا محاولة معرفة مكان القنوة في السيارات المركونة.. وانتهى الامر باحضار الكاز واشعال برميل القمامة.
هو يبدأ صباحه باحراق (بكسة) خشبية تالفة وينهي مساءه باحراق برميل القمامة باستعمال الكاز.
سيكبر عيسى.. واذا اصبح قوي البنية شديد البأس فلا تسأله عن طفولته فما الذي وفرناه له في الطفولة! صالات تزلج مثلا؟! قاعات للرياضة؟! ام مكتبة عملاقة.. طبعا لا شيء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي