سوريا

لاني لست ادعي اني احتكر المعرفة وحقيقة ما يجري من احداث من حولي فاني ولخوفي ان تكون كتاباتي اداة فتنة تجنبت الحديث, وما تجنبته تقصيراً انما خوفا من ان اظلم احدا بكلماتي. رد احد المسؤولين في الامس على سؤال صحفي فقال "نحن لسنا في عالم مثالي" وكأنه بقوله هذا انما يكشف حقيقة الأمم المتحدة والجامعة العربية وانها لم تكن لتكون الا كما قال القذافي "ديكور"اما الحكم فهو للدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن في الأمم المتحدة.كثيراً ما سمعنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم " الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها" او كما قال.
من ايقظ الفتنة؟ ومن هو الكاسب من سكب الدم العربي في الشوارع والازقة وكأنه عصير التمر الهندي؟ كيف صار قصف حمص ودرعا وحي باب عمرو من الاحداث اليومية التي لا تهز الوجدان العربي ولا تهز قبله يد العسكري الذي يقف في وجه اخيه. الجواب انها الفتنة فالفتنة تصنع ما هو اعظم من ذلك, بل انها تجعلك تتطرف في قتل من تراه يقف في المعسكر الاخر ضدك. نزاعات السلطة يقع ضحاياها ابرياء كثر, كمثل الفتاة المدعوة .... التي ابكت القلب فهي ما زالت في ربيع عمرها ولكن زوجها وابيها قد قتلتهما الايدي المجهولة او المعلومة. ستبقى هذه الارملة تتجرع القهر كل يوم وتتجرع العذاب وهي ادرى الناس بمعنى الظلم والفتنة والفوضى. كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين يأم الناس وينوي ان يطيل في الصلاة, واذ به حين يسمع صوت بكاء طفل يخشى ان تكون امه مع المصليين فيرأف بقلبها كي لا ينفطر فيقصر الصلاة. فمن اليوم يرأف بقلب هذه المسكينة الذي يتقطع كل يوم وينفطر كل ساعة, ليست هي وحدها فحسب فالحزن يمتد في كل يوم حتى وصل الاف القلوب المؤلفة, وليست سوريا من تستضيف الحزن وحدها, فالحزن في بلادنا العربية لا يحتكره احد ولا يستأثر به احد انما هو ملك عام.
لست اخفي اني لا استطيع اكمال ما قد بدأته فمشاعر وافكار كثيرة تتنازعني واني لأخشى من ان تأخذني العاطفة وادعي اني اعلم ما لا تعلمون واصدر احكاما, لذلك سأنسحب قبل ان يتم ذلك.

والسلام عليكم