برغم كلمات الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بشأن التزامه بالمعاهدات والمواثيق الموقعة، فإن إسرائيل ترى أن حدثا تأسيسيا جديدا قد وقع في المنطقة العربية، وأن وجهة تطور الأمور من الآن فصاعدا، في العلاقات بين الدولتين، ليست نحو الأفضل بل نحو الأسوأ.
ومن الجلي أن إسرائيل الرسمية تحاول التعامل بحذر شديد مع هذا التطور، لا لشيء إلا لاعتقادها أن العواقب السيئة لهذا التطور ليست وشيكة، وأنها تتطلب وقتا. كما أن إسرائيل تراهن على أن جانبا من التدهور المحتمل في العلاقات سيتم كبحه تدريجيا عبر الجانب الأميركي الذي سيحاول بناء العلاقات مع الحكم الجديد في مصر على أساس مقدار التزامه الفعلي باتفاقيات السلام مع إسرائيل.
ومع ذلك ثمة قناعة راسخة في إسرائيل بأن التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي لن يكون يسيرا. فتجربتهم الماضية والحاضرة تثبت أنهم على استعداد لإبداء المرونة، ولكن على المستوى التكتيكي، أما في ما يختص بالقضايا والمواقف الاستراتيجية فإنهم بعيدون عن المرونة حتى لو مالوا لتجاهلها في لحظات معينة. ويعتبر الإسرائيليون نموذج حماس في التعامل مثالا على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في العلاقات مع دول عربية تحكمها قيادات اخوانية.
ومن الجائز أن خير من عبر عن تفكير الحكم الإسرائيلي تجاه انتخاب مرسي كان دان مرغليت في صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو. وأشار مرغليت، في مقالة بعنوان «راية السلام تنكس إلى ربع السارية»، إلى أن استقبال فوز مرسي باحتفالات في قطاع غزة يشكل «نذير سوء، لكن يجب على إسرائيل ألا تقف في الجبهة المضادة بل ينبغي لها أن تحافظ على صمت مهذب. وقد يكون من المرغوب فيه أن يرسل (الرئيس) شمعون بيريز وبنيامين نتنياهو إليه برقية تهنئة عادية. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة رد فعله».
وبعد أن يحلل حاجات مصر الاقتصادية وتقاسم الصلاحيات مع المجلس العسكري، يشير إلى أن «المصاعب ستثور بالتدريج. وحينما سيصعب على مرسي إنشاء الجسور بين مصلحة مصر السياسية الاقتصادية وخيبة أمل الجماهير فقد يتجه إلى مطالب غوغائية. والنموذج الثابت في الشرق الأوسط هو التحريض على إسرائيل، ولولا ذلك لما غرقت إيران في مجابهة لا معنى لها مع دولة اليهود. وقد ينقل مرسي هذا النموذج».
ويشدد مرغليت على أن «الاستقرار في الشرق الأوسط يتعلق بنظام التوازنات المصرية الداخلية. ولإسرائيل اهتمام كبير بها، لكن ليس لها تأثير تقريبا في علاقات القوى التي ستتغير بحسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي». ويخلص إلى أن «انتخاب مرسي صعب على إسرائيل، لكنه يُساوق التصعيد الذي يميز التطور الأخير في الدول العربية. هذه موجة عكرة وستحتاج إسرائيل، التي لا تزال مثل فيل في الغابة، إلى شجاعة وطول نفس إلى أن تمر».
ولكن المراسل العسكري لـ«يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان عالج الأمر من ناحية أخرى تحت عنوان «تحديات إسرائيل - فحص حدود». وأشار إلى أن «وزير مخابرات إسلامياً، إعادة نظر في اتفاقيات السلام، انهيار الاتفاقيات الاقتصادية وعدم التنسيق الأمني - بعد صعود مرسي إلى الحكم – كل شيء مفتوح والمستقبل محفوف بالضباب. على إسرائيل أن تكون جاهزة لكل سيناريو. يحتمل أن يكون قريبا اليوم الذي تنهار فيه مراسي مختلفة في منظومة العلاقات الحساسة خلف الكواليس مع مصر».
وأشار إلى أن «عاموس جلعاد، رئيس قسم التخطيط وقادة أسرة الاستخبارات الذين التقوا على مدى السنين مع وزير المخابرات المصرية سيسعدهم لقاء كل وزير مخابرات جديد يعين في مصر. التخوف هو أن وزيراً بالذات من صفوف الإخوان المسلمين لن يرغب في أن يراهم. هذا مجرد مثال واحد على الضرر الاستراتيجي الذي ينبغي لإسرائيل أن تكون مستعدة لمواجهته».
عموما يتوقع فيشمان أن الأمور في مصر ستتضح خلال نصف عام، وفيه ستتبدى معطيات العلاقة مع إسرائيل والوضع الداخلي المصري. ومثل كثير من المعلقين الإسرائيليين ممن يرون أن دولة، تزيد نسبة الفقر فيها عن 40 في المئة، يصعب عليها أن تتجه نحو الحروب والمغامرات ولكن بوسعها الإقدام على انتهاكات ما لاتفاقيات السلام. ويدلل على ذلك بوقف تصدير الغاز لإسرائيل واقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة ووقف إصدار التأشيرات للإسرائيليين، ويبين أنه «لن تكون للإخوان المسلمين أي مشكلة في مواصلة هذه المسيرة». ومع ذلك، وفي ظل تقديرات ألا تفلح مصر في المستقبل القريب في النهوض من العثرات الاقتصادية، فقد يزداد الفقر في مصر، الذي بدوره سيقود إلى اضطرابات «اجتماعية وأمنية لا يمكن التحكم بها، بما في ذلك على الحدود الإسرائيلية».
ويخلص فيشمان إلى أن مصر قد «لا تغدو هذا الصباح دولة عدوّة تهدد حدود إسرائيل. ولكن مع ذلك فالمنظومة الاستخبارية والعسكرية في إسرائيل ينبغي أن تتعاطى مع الصديقة القديمة كدولة ينبغي دراستها من جديد، والاستـعداد بما يتناسب مع ذلك».
ومن الجلي أن إسرائيل الرسمية تحاول التعامل بحذر شديد مع هذا التطور، لا لشيء إلا لاعتقادها أن العواقب السيئة لهذا التطور ليست وشيكة، وأنها تتطلب وقتا. كما أن إسرائيل تراهن على أن جانبا من التدهور المحتمل في العلاقات سيتم كبحه تدريجيا عبر الجانب الأميركي الذي سيحاول بناء العلاقات مع الحكم الجديد في مصر على أساس مقدار التزامه الفعلي باتفاقيات السلام مع إسرائيل.
ومع ذلك ثمة قناعة راسخة في إسرائيل بأن التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي لن يكون يسيرا. فتجربتهم الماضية والحاضرة تثبت أنهم على استعداد لإبداء المرونة، ولكن على المستوى التكتيكي، أما في ما يختص بالقضايا والمواقف الاستراتيجية فإنهم بعيدون عن المرونة حتى لو مالوا لتجاهلها في لحظات معينة. ويعتبر الإسرائيليون نموذج حماس في التعامل مثالا على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في العلاقات مع دول عربية تحكمها قيادات اخوانية.
ومن الجائز أن خير من عبر عن تفكير الحكم الإسرائيلي تجاه انتخاب مرسي كان دان مرغليت في صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو. وأشار مرغليت، في مقالة بعنوان «راية السلام تنكس إلى ربع السارية»، إلى أن استقبال فوز مرسي باحتفالات في قطاع غزة يشكل «نذير سوء، لكن يجب على إسرائيل ألا تقف في الجبهة المضادة بل ينبغي لها أن تحافظ على صمت مهذب. وقد يكون من المرغوب فيه أن يرسل (الرئيس) شمعون بيريز وبنيامين نتنياهو إليه برقية تهنئة عادية. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة رد فعله».
وبعد أن يحلل حاجات مصر الاقتصادية وتقاسم الصلاحيات مع المجلس العسكري، يشير إلى أن «المصاعب ستثور بالتدريج. وحينما سيصعب على مرسي إنشاء الجسور بين مصلحة مصر السياسية الاقتصادية وخيبة أمل الجماهير فقد يتجه إلى مطالب غوغائية. والنموذج الثابت في الشرق الأوسط هو التحريض على إسرائيل، ولولا ذلك لما غرقت إيران في مجابهة لا معنى لها مع دولة اليهود. وقد ينقل مرسي هذا النموذج».
ويشدد مرغليت على أن «الاستقرار في الشرق الأوسط يتعلق بنظام التوازنات المصرية الداخلية. ولإسرائيل اهتمام كبير بها، لكن ليس لها تأثير تقريبا في علاقات القوى التي ستتغير بحسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي». ويخلص إلى أن «انتخاب مرسي صعب على إسرائيل، لكنه يُساوق التصعيد الذي يميز التطور الأخير في الدول العربية. هذه موجة عكرة وستحتاج إسرائيل، التي لا تزال مثل فيل في الغابة، إلى شجاعة وطول نفس إلى أن تمر».
ولكن المراسل العسكري لـ«يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان عالج الأمر من ناحية أخرى تحت عنوان «تحديات إسرائيل - فحص حدود». وأشار إلى أن «وزير مخابرات إسلامياً، إعادة نظر في اتفاقيات السلام، انهيار الاتفاقيات الاقتصادية وعدم التنسيق الأمني - بعد صعود مرسي إلى الحكم – كل شيء مفتوح والمستقبل محفوف بالضباب. على إسرائيل أن تكون جاهزة لكل سيناريو. يحتمل أن يكون قريبا اليوم الذي تنهار فيه مراسي مختلفة في منظومة العلاقات الحساسة خلف الكواليس مع مصر».
وأشار إلى أن «عاموس جلعاد، رئيس قسم التخطيط وقادة أسرة الاستخبارات الذين التقوا على مدى السنين مع وزير المخابرات المصرية سيسعدهم لقاء كل وزير مخابرات جديد يعين في مصر. التخوف هو أن وزيراً بالذات من صفوف الإخوان المسلمين لن يرغب في أن يراهم. هذا مجرد مثال واحد على الضرر الاستراتيجي الذي ينبغي لإسرائيل أن تكون مستعدة لمواجهته».
عموما يتوقع فيشمان أن الأمور في مصر ستتضح خلال نصف عام، وفيه ستتبدى معطيات العلاقة مع إسرائيل والوضع الداخلي المصري. ومثل كثير من المعلقين الإسرائيليين ممن يرون أن دولة، تزيد نسبة الفقر فيها عن 40 في المئة، يصعب عليها أن تتجه نحو الحروب والمغامرات ولكن بوسعها الإقدام على انتهاكات ما لاتفاقيات السلام. ويدلل على ذلك بوقف تصدير الغاز لإسرائيل واقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة ووقف إصدار التأشيرات للإسرائيليين، ويبين أنه «لن تكون للإخوان المسلمين أي مشكلة في مواصلة هذه المسيرة». ومع ذلك، وفي ظل تقديرات ألا تفلح مصر في المستقبل القريب في النهوض من العثرات الاقتصادية، فقد يزداد الفقر في مصر، الذي بدوره سيقود إلى اضطرابات «اجتماعية وأمنية لا يمكن التحكم بها، بما في ذلك على الحدود الإسرائيلية».
ويخلص فيشمان إلى أن مصر قد «لا تغدو هذا الصباح دولة عدوّة تهدد حدود إسرائيل. ولكن مع ذلك فالمنظومة الاستخبارية والعسكرية في إسرائيل ينبغي أن تتعاطى مع الصديقة القديمة كدولة ينبغي دراستها من جديد، والاستـعداد بما يتناسب مع ذلك».
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي