دفعت لجنة المتابعة العربية في الدوحة أمس الموقف من الأزمة السورية إلى مستوى جديد عندما اقترحت، في ضوء تفجير دمشق الذي استهدف الأسبوع الماضي القيادة العسكرية والأمنية في سوريا، «خروجاً آمناً» للرئيس السوري بشار الأسد في مقابل تنحيه عن السلطة، وتحويل مهمة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي أنان، من السعي إلى وقف العنف وتحقيق المصالحة الوطنية إلى البحث في انتقال السلطة في ضوء فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع تسوية لإنهاء الأزمة التي تزداد تعقيداً على المستويين الأمني والسياسي.
في هذا الوقت، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية بين الجيش السوري النظامي و«الجيش السوري الحر» على أكثر من جبهة، حيث شهدت مدينة حلب، يوم أمس، أعنف المعارك بين الطرفين منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا، تزامناً مع استمرار المواجهات في دمشق، حيث استعادت القوات الحكومية السيطرة على أحيائها المضطربة، واشتداد معركة السيطرة على المعابر الحدودية، خصوصاً مع تركيا، التي عززت قواتها في المناطق المحاذية لسوريا ببطاريات صواريخ أرض ـ جو ووحدات عسكرية إضافية.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد رئيس هيئة الأركان الجديد علي عبدالله أيوب، الذي حلَّ محل العماد فهد جاسم الفريج، وزير الدفاع الجديد الذي خلف الوزير
داوود راجحة بعد مقتله الأربعاء الماضي. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الأسد استقبل أيوب «وزوده بتوجيهاته وتمنى له النجاح في مهامه». وبث التلفزيون السوري الرسمي صوراً لرئيس هيئة الأركان الجديد وهو يؤدي القسم أمام الرئيس السوري.
وبعد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «هناك توافق على تنحي الرئيس السوري في مقابل خروج آمن... ما طلب في اجتماع اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة»، مشيراً إلى أن المجتمعين اتفقوا على «دعوة المعارضة والجيش الحر لتشكيل حكومة وحدة وطنية»، ومشيراً إلى أنها «أول مرة نتحدث عن هذا في الجامعة العربية».
وخلال الاجتماع قال الشيخ حمد إنه «حدثت مؤخراً في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها ولا بد أن يتبصر إخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة آمنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالاً سلمياً للسلطة».
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم أنه «لا بد أن يؤدي ذلك بالرئيس السوري لأخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا»، مشدداً على أنه «لا بد أن تنتقل مهمة كوفي أنان وتتغير مهمته الى كيفية نقل السلطة» بعدما أخفقت خطته في الوصول الى نتيجة.
وأشار الشيخ حمد إلى أن «كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح، كما أن خطة كوفي أنان لم تحقق أهدافها ولم ننجح عربياً ودولياً بما في ذلك في مجلس الأمن بسبب اعتراضات في المجلس، ما زاد من حمام الدم وأعطى رخصة للقتل».
ودعا الشيخ حمد «الدول المعترضة»، في إشارة الى روسيا والصين، الى أن «تعيد النظر وأن تتعامل مع الموقف ... من منظور عربي وأخلاقي لأنه تربطنا معها علاقات حميمة، وذلك كله لمصلحة العلاقات الإستراتيجية».
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول، انه سيوفد الى سوريا وكيله العام لعمليات حفظ السلام هرفيه لادسو لتقييم الوضع هناك، بالإضافة الى كبير المستشارين العسكريين للأمم المتحدة باباكار غاي، الذي سيتولى رئاسة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن «الحكومة السورية فشلت بوضوح في حماية المدنيين، ولدى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الأمم المتحدة والتصرف وفقاً لمبادئه».
وكان الجنرال السنغالي باباكار غاي قد توجه الى سوريا، حيث من المقرر أن يحل محل الجنرال روبرت مود على رأس بعثة المراقبين الدوليين.
الوضع الميداني
يأتي ذلك، في وقت شهد الوضع الميداني تصاعداً كثيفاً في وتيرة المواجهات وحدّتها. وإلى جانب العاصمة دمشق، التي تشهد مواجهات عنيفة في عدد من أحيائها، تحولت مدينة حلب إلى رقعة مواجهات جديدة بين الجيش النظامي و«الجيش الحر»، الذي أعلن الأول «معركة تحرير حلب».
وقال قائد المجلس العسكري لـ«الجيش الحر» في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي، في بيان تلاه وتم توزيعه على شبكة الانترنت في شريط فيديو مسجل، «في هذه الأيام المباركة من عمر ثورتنا وبعدما قطعنا شوطاً كبيراً في كفاحنا من اجل حريتنا، يعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب بدء عملية حلب الشهباء لتحرير حاضرة حلب من أيدي عصابة الأسد الملوثة بالجرائم المنكرة». وأضاف العكيدي «نجح الجيش السوري الحر حتى اليوم في تحرير معظم المواقع الواقعة في ريف حلب وأصبحت الطريق أمامنا مفتوحة لتحرير مدينة حلب ومنها كل التراب السوري».
وأكد أن الأوامر أعطيت الى «كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها»، معلناً «النفير العام في كافة أرجاء المحافظة». وتابع قائلا «على كافة الكتائب المقاتلة في كافة أنحاء حلب الالتحاق فوراً بكافة عدتهم وعتادهم بركب سابقيهم من أبطال الجيش السوري الحر».
وتعهد المسؤول العسكري المعارض بحماية المدنيين، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، محذراً المقاتلين بأنهم سيتعرضون «للمساءلة والمحاسبة والعقاب» في حال الاعتداء «على أي إنسان مهما كانت طائفته أو ملته أو قوميته أو دينه من دون وجه حق». كما طلب من المواطنين «التزام بيوتهم حتى تحرير المدينة». ودعا عناصر الجيش السوري الى الالتحاق بـ«الجيش السوري الحر» أو «التزام الحياد».
ونفذت القوات النظامية السورية هجمات مضادة على أحياء في دمشق وحلب كان دخل إليها مقاتلون معارضون، ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطين.
وأعلنت السلطات السورية السيطرة على حي القابون و«تطهيره من فلول الإرهابيين»، بعد إعلانها الجمعة الماضية السيطرة على حي الميدان اثر معارك ضارية.
وقال «المرصد» إن «الدبابات والقوات النظامية السورية تحاصر منطقة بساتين الرازي في حي المزة (في غرب العاصمة) حيث قتل ثلاثة أشخاص وسقط عشرات الجرحى، ويتعذر وصول طاقم طبي إليهم ويخشى ان يفارقوا الحياة». وتوجه المرصد «بنداء عاجل الى الصليب والهلال الأحمر بالتدخل الفوري من اجل إنقاذ حياتهم».
وكان المرصد أفاد في وقت سابق بانتشار مئات العناصر من القوات النظامية في منطقة المزة وبدء حملة مداهمات وسط إطلاق رصاص كثيف. وذكر المرصد ان قوات النظام اقتحمت حي برزة في شمال شرقي دمشق بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام وقصف استخدمت فيه المروحيات. كما اورد معلومات «عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة من المنطقة»، و«حالة نزوح كبيرة للأهالي بسبب العمليات العسكرية».
وعززت تركيا أمس، قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر إرسال بطاريات صواريخ ارض ـ جو وناقلات جند الى ماردين في جنوب شرقي البلاد، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء. وقال مصدر للوكالة إن قطاراً يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل الى محطة ماردين للقطارات التي احيطت بإجراءات امنية مشددة.
وبحسب صور نقلتها شبكة «ان تي في» التلفزيونية فإن حمولة القطار تضمنت خمس آليات على الأقل مجهزة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات. وأضافت الوكالة، نقلاً عن مصدر عسكري محلي، ان التجهيزات ستوزع على وحدات عسكرية منتشرة على طول الحدود مع سوريا، فيما أعلن «الجيش الحر» أنه سيطر على معبر «باب السلام» مع تركيا.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في بيان، إنه «أياً تكن مناوراته فإن نظام بشار الأسد قد حكم عليه من قبل شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة. إن الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها». وأضاف الوزير الفرنسي أنه أجرى «عدداً من الاتصالات ولا سيما مع الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ورئيس وزراء قطر (الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني)... ونحن جميعاً متفقون على أن الوقت حان لأن تنظم المعارضة صفوفها من أجل تسلم السلطة في البلاد».
وتابع فابيوس «نأمل في أن تشكّل سريعاً حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. إن فرنسا تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه». كذلك فإن فرنسا مستعدة، بحسب بيان فابيوس، «لأي مبادرة ـ بما فيها استضافة باريس لاجتماع وزاري ـ بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سوريا الغد».
وأعلنت الحكومة الاردنية اثر اجتماع لها انها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من اجل «الحفاظ على الامن الوطني من اي اختراقات».
وأعلن وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية سميح المعايطة «ان التطورات الأخيرة تفرض عليها اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة في منطقة الحدود الشمالية للمملكة من اجل الحفاظ على الأمن الوطني من اي اختراقات او تجاوزات مهما كان نوعها وحجمها».
وأضاف الوزير الاردني ان الحكومة «تراقب المشهد بكل دقة وستعمل على متابعة العمل مع كافة المؤسسات والجهات المعنية لضبط وتنظيم عمليات اللجوء في المناطق الشمالية، وسينصب جهد الحكومة على حماية الحدود والحفاظ على متطلبات أمن الأردن ومواطنيه مع مراعاة الظروف الإنسانية للأشقاء السوريين».
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الوضع في دمشق بأنه «عادي وهادئ». وأكد أن «الرعايا الإيرانيين المتواجدين في سوريا لا يواجهون أي مشكلة ولا حاجة لاتخاذ إجراء خاص في هذا المجال». وقال صالحي، إنه «لا توجد مشكلة في سوريا حتى نريد أن نقلق بشأنها»، مؤكداً أن «الأوضاع في سوريا عادية وهادئة».
إسرائيل
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الرئيس السوري بشار الأسد ما زال في دمشق ويحتفظ بولاء القوات المسلحة في مجابهة تقدم المعارضة المسلحة. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الاسرائيلية الجنرال يوآف موردخاي، في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي، «الجيش (السوري) ما زال موالياً للأسد بالرغم من تعرضه لموجة كبيرة للغاية من الانشقاقات. وما زال هو وأسرته في دمشق».
وتقدمت إسرائيل مساء أمس بشكوى لدى الأمم المتحدة ضد سوريا، قائلة إن جنوداً سوريين «تسللوا» الأسبوع الماضي إلى منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان. وأوضح مسؤول إسرائيلي إنه «في 19 تموز، وفي غمرة المعارك بين قوات الأمن السورية وعناصر مسلحين آخرين قرب قرية جباتا الخشب السورية، عبر جنود سوريون المنطقة الفاصلة التي أعلنت بموجب الاتفاق الذي وقع العام 1974 حول الفصل بين قوات إسرائيل وسوريا».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
في هذا الوقت، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية بين الجيش السوري النظامي و«الجيش السوري الحر» على أكثر من جبهة، حيث شهدت مدينة حلب، يوم أمس، أعنف المعارك بين الطرفين منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا، تزامناً مع استمرار المواجهات في دمشق، حيث استعادت القوات الحكومية السيطرة على أحيائها المضطربة، واشتداد معركة السيطرة على المعابر الحدودية، خصوصاً مع تركيا، التي عززت قواتها في المناطق المحاذية لسوريا ببطاريات صواريخ أرض ـ جو ووحدات عسكرية إضافية.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد رئيس هيئة الأركان الجديد علي عبدالله أيوب، الذي حلَّ محل العماد فهد جاسم الفريج، وزير الدفاع الجديد الذي خلف الوزير
داوود راجحة بعد مقتله الأربعاء الماضي. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الأسد استقبل أيوب «وزوده بتوجيهاته وتمنى له النجاح في مهامه». وبث التلفزيون السوري الرسمي صوراً لرئيس هيئة الأركان الجديد وهو يؤدي القسم أمام الرئيس السوري.
وبعد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «هناك توافق على تنحي الرئيس السوري في مقابل خروج آمن... ما طلب في اجتماع اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة»، مشيراً إلى أن المجتمعين اتفقوا على «دعوة المعارضة والجيش الحر لتشكيل حكومة وحدة وطنية»، ومشيراً إلى أنها «أول مرة نتحدث عن هذا في الجامعة العربية».
وخلال الاجتماع قال الشيخ حمد إنه «حدثت مؤخراً في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها ولا بد أن يتبصر إخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة آمنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالاً سلمياً للسلطة».
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم أنه «لا بد أن يؤدي ذلك بالرئيس السوري لأخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا»، مشدداً على أنه «لا بد أن تنتقل مهمة كوفي أنان وتتغير مهمته الى كيفية نقل السلطة» بعدما أخفقت خطته في الوصول الى نتيجة.
وأشار الشيخ حمد إلى أن «كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح، كما أن خطة كوفي أنان لم تحقق أهدافها ولم ننجح عربياً ودولياً بما في ذلك في مجلس الأمن بسبب اعتراضات في المجلس، ما زاد من حمام الدم وأعطى رخصة للقتل».
ودعا الشيخ حمد «الدول المعترضة»، في إشارة الى روسيا والصين، الى أن «تعيد النظر وأن تتعامل مع الموقف ... من منظور عربي وأخلاقي لأنه تربطنا معها علاقات حميمة، وذلك كله لمصلحة العلاقات الإستراتيجية».
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول، انه سيوفد الى سوريا وكيله العام لعمليات حفظ السلام هرفيه لادسو لتقييم الوضع هناك، بالإضافة الى كبير المستشارين العسكريين للأمم المتحدة باباكار غاي، الذي سيتولى رئاسة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن «الحكومة السورية فشلت بوضوح في حماية المدنيين، ولدى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الأمم المتحدة والتصرف وفقاً لمبادئه».
وكان الجنرال السنغالي باباكار غاي قد توجه الى سوريا، حيث من المقرر أن يحل محل الجنرال روبرت مود على رأس بعثة المراقبين الدوليين.
الوضع الميداني
يأتي ذلك، في وقت شهد الوضع الميداني تصاعداً كثيفاً في وتيرة المواجهات وحدّتها. وإلى جانب العاصمة دمشق، التي تشهد مواجهات عنيفة في عدد من أحيائها، تحولت مدينة حلب إلى رقعة مواجهات جديدة بين الجيش النظامي و«الجيش الحر»، الذي أعلن الأول «معركة تحرير حلب».
وقال قائد المجلس العسكري لـ«الجيش الحر» في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي، في بيان تلاه وتم توزيعه على شبكة الانترنت في شريط فيديو مسجل، «في هذه الأيام المباركة من عمر ثورتنا وبعدما قطعنا شوطاً كبيراً في كفاحنا من اجل حريتنا، يعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب بدء عملية حلب الشهباء لتحرير حاضرة حلب من أيدي عصابة الأسد الملوثة بالجرائم المنكرة». وأضاف العكيدي «نجح الجيش السوري الحر حتى اليوم في تحرير معظم المواقع الواقعة في ريف حلب وأصبحت الطريق أمامنا مفتوحة لتحرير مدينة حلب ومنها كل التراب السوري».
وأكد أن الأوامر أعطيت الى «كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها»، معلناً «النفير العام في كافة أرجاء المحافظة». وتابع قائلا «على كافة الكتائب المقاتلة في كافة أنحاء حلب الالتحاق فوراً بكافة عدتهم وعتادهم بركب سابقيهم من أبطال الجيش السوري الحر».
وتعهد المسؤول العسكري المعارض بحماية المدنيين، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، محذراً المقاتلين بأنهم سيتعرضون «للمساءلة والمحاسبة والعقاب» في حال الاعتداء «على أي إنسان مهما كانت طائفته أو ملته أو قوميته أو دينه من دون وجه حق». كما طلب من المواطنين «التزام بيوتهم حتى تحرير المدينة». ودعا عناصر الجيش السوري الى الالتحاق بـ«الجيش السوري الحر» أو «التزام الحياد».
ونفذت القوات النظامية السورية هجمات مضادة على أحياء في دمشق وحلب كان دخل إليها مقاتلون معارضون، ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطين.
وأعلنت السلطات السورية السيطرة على حي القابون و«تطهيره من فلول الإرهابيين»، بعد إعلانها الجمعة الماضية السيطرة على حي الميدان اثر معارك ضارية.
وقال «المرصد» إن «الدبابات والقوات النظامية السورية تحاصر منطقة بساتين الرازي في حي المزة (في غرب العاصمة) حيث قتل ثلاثة أشخاص وسقط عشرات الجرحى، ويتعذر وصول طاقم طبي إليهم ويخشى ان يفارقوا الحياة». وتوجه المرصد «بنداء عاجل الى الصليب والهلال الأحمر بالتدخل الفوري من اجل إنقاذ حياتهم».
وكان المرصد أفاد في وقت سابق بانتشار مئات العناصر من القوات النظامية في منطقة المزة وبدء حملة مداهمات وسط إطلاق رصاص كثيف. وذكر المرصد ان قوات النظام اقتحمت حي برزة في شمال شرقي دمشق بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام وقصف استخدمت فيه المروحيات. كما اورد معلومات «عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة من المنطقة»، و«حالة نزوح كبيرة للأهالي بسبب العمليات العسكرية».
وعززت تركيا أمس، قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر إرسال بطاريات صواريخ ارض ـ جو وناقلات جند الى ماردين في جنوب شرقي البلاد، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء. وقال مصدر للوكالة إن قطاراً يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل الى محطة ماردين للقطارات التي احيطت بإجراءات امنية مشددة.
وبحسب صور نقلتها شبكة «ان تي في» التلفزيونية فإن حمولة القطار تضمنت خمس آليات على الأقل مجهزة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات. وأضافت الوكالة، نقلاً عن مصدر عسكري محلي، ان التجهيزات ستوزع على وحدات عسكرية منتشرة على طول الحدود مع سوريا، فيما أعلن «الجيش الحر» أنه سيطر على معبر «باب السلام» مع تركيا.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في بيان، إنه «أياً تكن مناوراته فإن نظام بشار الأسد قد حكم عليه من قبل شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة. إن الوقت حان للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها». وأضاف الوزير الفرنسي أنه أجرى «عدداً من الاتصالات ولا سيما مع الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) ورئيس وزراء قطر (الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني)... ونحن جميعاً متفقون على أن الوقت حان لأن تنظم المعارضة صفوفها من أجل تسلم السلطة في البلاد».
وتابع فابيوس «نأمل في أن تشكّل سريعاً حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. إن فرنسا تدعم بالكامل الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في هذا الاتجاه». كذلك فإن فرنسا مستعدة، بحسب بيان فابيوس، «لأي مبادرة ـ بما فيها استضافة باريس لاجتماع وزاري ـ بهدف تعزيز جهود الدول العربية في بناء سوريا الغد».
وأعلنت الحكومة الاردنية اثر اجتماع لها انها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من اجل «الحفاظ على الامن الوطني من اي اختراقات».
وأعلن وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية سميح المعايطة «ان التطورات الأخيرة تفرض عليها اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة في منطقة الحدود الشمالية للمملكة من اجل الحفاظ على الأمن الوطني من اي اختراقات او تجاوزات مهما كان نوعها وحجمها».
وأضاف الوزير الاردني ان الحكومة «تراقب المشهد بكل دقة وستعمل على متابعة العمل مع كافة المؤسسات والجهات المعنية لضبط وتنظيم عمليات اللجوء في المناطق الشمالية، وسينصب جهد الحكومة على حماية الحدود والحفاظ على متطلبات أمن الأردن ومواطنيه مع مراعاة الظروف الإنسانية للأشقاء السوريين».
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الوضع في دمشق بأنه «عادي وهادئ». وأكد أن «الرعايا الإيرانيين المتواجدين في سوريا لا يواجهون أي مشكلة ولا حاجة لاتخاذ إجراء خاص في هذا المجال». وقال صالحي، إنه «لا توجد مشكلة في سوريا حتى نريد أن نقلق بشأنها»، مؤكداً أن «الأوضاع في سوريا عادية وهادئة».
إسرائيل
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الرئيس السوري بشار الأسد ما زال في دمشق ويحتفظ بولاء القوات المسلحة في مجابهة تقدم المعارضة المسلحة. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الاسرائيلية الجنرال يوآف موردخاي، في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي، «الجيش (السوري) ما زال موالياً للأسد بالرغم من تعرضه لموجة كبيرة للغاية من الانشقاقات. وما زال هو وأسرته في دمشق».
وتقدمت إسرائيل مساء أمس بشكوى لدى الأمم المتحدة ضد سوريا، قائلة إن جنوداً سوريين «تسللوا» الأسبوع الماضي إلى منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان. وأوضح مسؤول إسرائيلي إنه «في 19 تموز، وفي غمرة المعارك بين قوات الأمن السورية وعناصر مسلحين آخرين قرب قرية جباتا الخشب السورية، عبر جنود سوريون المنطقة الفاصلة التي أعلنت بموجب الاتفاق الذي وقع العام 1974 حول الفصل بين قوات إسرائيل وسوريا».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي