سوريا والعراق: وجهان لعملة واحدة. من هذه الفرضية انطلق المحلّل الأميركي توماس فريدمان لتوصيف الوضع في سوريا، وبالأحرى ما سيكون عليه في المرحلة المقبلة، وذلك لأن «الفرص ضئيلة جداً للانتقال على خطى الديموقراطية بأسرع ما يمكن، تصبح سوريا نسخة ثانية من العراق.. وهي حكماً ليست مثل ليبيا».
ومن هذه النظرية ذاتها، انبثق تقرير آخر في «نيويورك تايمز» لرود نورلاد أكد فيه، نقلاً عن السلطات العراقية، صحة فرضية وجود «القاعدة» على الأراضي السورية، حيث «تتشابه أسماء الكثير من الإرهابيين المطلوبين في العراق مع آخرين باتوا مطلوبين في سوريا».
من هنا، يتوقع فريدمان أن يستمر الصراع المسلح في سوريا لفترة طويلة لأن الأخيرة لا يمكنها، كما يعتقد، الخروج من هذا الصراع من دون تدخل خارجي يحاكي ما حصل في العراق، ولكن «كما يبدو فإن التدخل في المرحلة الحالية مستحيل».
ويضيف فريدمان إنه نتيجة لـ«وجود تعدد طائفي مع دكتاتورية من قبل أقلية حاكمة بيد من حديد في ظل أيديولوجية البعث في البلدين»، يصبح درس العراق مهماً في الحالة السورية. وهذا الدرس يعني أنه لا يمكن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من دون خوض حرب أهلية، «حرب الجميع ضد الجميع».
في المقابل، فإن البديل للتدخل الخارجي هو أن يقوم المعارضون داخل سوريا بذلك بأنفسهم، «وبما أن سوريا مجتمع منقسم فإن ذلك لن يكون سهلاً» إلا إذا حدثت مفاجأة. ويتحدث فريدمان عن «المفاجأة» التي يراها ممكنة، وهي أن تتحد قوى المعارضة في كيان سياسي واحد، ربما بمساعدة الاستخبارات الأميركية والتركية والسعودية على الأرض، ويتفق هذا الكيان مع العلويين المعتدلين والمسيحيين ليقيموا معاً نظاماً جديداً يحمي حقوق الأكثرية والأقلية. ويختتم فريدمان بتكرار قوله إنه من دون تدخل خارجي قوي أو مانديلا سوري، فإن نيران الصراع ستظل مشتعلة لفترة طويلة.
أما تقرير نورلاند عن تنظيم «القاعدة» فيشير إلى أن المجموعات الإسلامية المتطرفة تحقق نجاحات محدودة في سوريا، لكنها متزايدة، لافتاً إلى ما لعبته هذه المجموعات من تغيير في طبيعة الصراع الدائر عبر إدخال التفجيرات الانتحارية فيه، والتي استخدمت كثيراً في العراق.
ويشير نورلاند إلى أن التسجيلات المصورة للمقاتلين تظهر أن سوريا أصبحت مركز جذب للمتطرفين السنة، كاشفاً أن معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا تحوّل بسرعة مركزاً لتجمع الجهاديين.
يوضح التقرير أن زيادة عدد الجهاديين تسارعت كثيراً في سوريا خلال الأيام الأخيرة على طول الحدود السورية ـ الطويلة مع العراق. ويلفت إلى أن «القاعدة» حاولت علناً في بيان صوتي حديث الربط بين «تمردها» في العراق و«الثورة» السورية، واصفة كليهما بأنه صراع طائفي يضم السنة مقابل الشيعة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين قولهم إن «المتطرفين الناشطين في سوريا هم في الغالب من المتشدّدين أنفسهم الذين ينفذون هجمات في العراق». وقال القيادي في «ائتلاف دولة القانون» عزت الشهبندر «نحن متأكدون بنسبة 100 في المئة من خلال التنسيق الأمني مع السلطات السورية أن أسماء المطلوبين لدينا هي ذاتها أسماء المطلوبين لدى سوريا، على الأخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية».
كما نقل التقرير عن عنصر في «القاعدة»، يدعى «أبو طه» وهو مقيم في الحويجة بالقرب من كركوك، قوله إن» أملهم الكبير الآن هو إقامة دولة إسلامية عراقية ـ سورية لكل المسلمين، وبعد ذلك إعلان حربنا ضد إيران وإسرائيل وتحرير فلسطين».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه النداءات تكررت من قبل «جبهة النصرة من أهل الشام»، التي يعتبرها المحللون الجماعة الأكبر المرتبطة بـ«القاعدة»، والتي تنشط في سوريا وإلى جانبها كتائب «عبد الله عزام» وكتائب «شهداء البراء بن مالك».
من جهتها، سلّطت كل من «الغارديان» و«الديلي تلغراف» الضوء على دراسة لـ«المعهد الملكي للخدمات الموحدة» في بريطانيا فأشارت إلى إمكانية حشد أكثر من 300 ألف جندي للتدخل في سوريا في حال انهيار نظام الأسد. والسبب هو أن سقوط النظام، إن حدث، فسيؤدي إلى تفجير للنزاع داخل سوريا وخارج حدودها، علماً بأن منع امتداد النزاع إلى دول الجوار ووقوع اجتياحات عبر الحدود يعدّان مهمة أشدّ إلحاحاً.
وفي ضوء التدهور السريع باتجاه الحرب بالوكالة بين إيران والسعودية على الأراضي السورية، بحسب الصحيفتين، وفي ظلّ ما شهده الأسبوع الماضي من استهداف لشخصيات سورية، يصبح من الصعب الاستمرار في التعامل مع سوريا عن بُعد. وقد كتب القائد العسكري السابق في أفغانستان ريتشارد كيمب، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة، إن مسألة التدخل العسكري «قضية حية». وأضاف كيمب إن «مسؤولية المخططين العسكريين هي إعداد خيارات للتدخل في سوريا»، موضحاً أن «التحضير سيمضي اليوم في عواصم غربية عدة وعلى الأرض في سوريا وتركيا. ولكن ستكون لديهم تحفظات شديدة بشأن العواقب وثمن التدخل، فضلا عن التداعيات الجيوسياسية».
وذهبت دراسة المعهد الملكي إلى أن «نحو 75 ألف جندي سيكونون مطلوبين لحماية أسلحة النظام السوري الكيميائية لضمان عدم وقوعها بأيدي إرهابيين». في وقت كتب رئيس قسم العلوم العسكرية في المعهد مايكل كودنر إن «نقطة الانطلاق في حسابات التدخل الواسع هي 300 ألف جندي على الأقل».
(«السفير»)
ومن هذه النظرية ذاتها، انبثق تقرير آخر في «نيويورك تايمز» لرود نورلاد أكد فيه، نقلاً عن السلطات العراقية، صحة فرضية وجود «القاعدة» على الأراضي السورية، حيث «تتشابه أسماء الكثير من الإرهابيين المطلوبين في العراق مع آخرين باتوا مطلوبين في سوريا».
من هنا، يتوقع فريدمان أن يستمر الصراع المسلح في سوريا لفترة طويلة لأن الأخيرة لا يمكنها، كما يعتقد، الخروج من هذا الصراع من دون تدخل خارجي يحاكي ما حصل في العراق، ولكن «كما يبدو فإن التدخل في المرحلة الحالية مستحيل».
ويضيف فريدمان إنه نتيجة لـ«وجود تعدد طائفي مع دكتاتورية من قبل أقلية حاكمة بيد من حديد في ظل أيديولوجية البعث في البلدين»، يصبح درس العراق مهماً في الحالة السورية. وهذا الدرس يعني أنه لا يمكن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من دون خوض حرب أهلية، «حرب الجميع ضد الجميع».
في المقابل، فإن البديل للتدخل الخارجي هو أن يقوم المعارضون داخل سوريا بذلك بأنفسهم، «وبما أن سوريا مجتمع منقسم فإن ذلك لن يكون سهلاً» إلا إذا حدثت مفاجأة. ويتحدث فريدمان عن «المفاجأة» التي يراها ممكنة، وهي أن تتحد قوى المعارضة في كيان سياسي واحد، ربما بمساعدة الاستخبارات الأميركية والتركية والسعودية على الأرض، ويتفق هذا الكيان مع العلويين المعتدلين والمسيحيين ليقيموا معاً نظاماً جديداً يحمي حقوق الأكثرية والأقلية. ويختتم فريدمان بتكرار قوله إنه من دون تدخل خارجي قوي أو مانديلا سوري، فإن نيران الصراع ستظل مشتعلة لفترة طويلة.
أما تقرير نورلاند عن تنظيم «القاعدة» فيشير إلى أن المجموعات الإسلامية المتطرفة تحقق نجاحات محدودة في سوريا، لكنها متزايدة، لافتاً إلى ما لعبته هذه المجموعات من تغيير في طبيعة الصراع الدائر عبر إدخال التفجيرات الانتحارية فيه، والتي استخدمت كثيراً في العراق.
ويشير نورلاند إلى أن التسجيلات المصورة للمقاتلين تظهر أن سوريا أصبحت مركز جذب للمتطرفين السنة، كاشفاً أن معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا تحوّل بسرعة مركزاً لتجمع الجهاديين.
يوضح التقرير أن زيادة عدد الجهاديين تسارعت كثيراً في سوريا خلال الأيام الأخيرة على طول الحدود السورية ـ الطويلة مع العراق. ويلفت إلى أن «القاعدة» حاولت علناً في بيان صوتي حديث الربط بين «تمردها» في العراق و«الثورة» السورية، واصفة كليهما بأنه صراع طائفي يضم السنة مقابل الشيعة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين قولهم إن «المتطرفين الناشطين في سوريا هم في الغالب من المتشدّدين أنفسهم الذين ينفذون هجمات في العراق». وقال القيادي في «ائتلاف دولة القانون» عزت الشهبندر «نحن متأكدون بنسبة 100 في المئة من خلال التنسيق الأمني مع السلطات السورية أن أسماء المطلوبين لدينا هي ذاتها أسماء المطلوبين لدى سوريا، على الأخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية».
كما نقل التقرير عن عنصر في «القاعدة»، يدعى «أبو طه» وهو مقيم في الحويجة بالقرب من كركوك، قوله إن» أملهم الكبير الآن هو إقامة دولة إسلامية عراقية ـ سورية لكل المسلمين، وبعد ذلك إعلان حربنا ضد إيران وإسرائيل وتحرير فلسطين».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه النداءات تكررت من قبل «جبهة النصرة من أهل الشام»، التي يعتبرها المحللون الجماعة الأكبر المرتبطة بـ«القاعدة»، والتي تنشط في سوريا وإلى جانبها كتائب «عبد الله عزام» وكتائب «شهداء البراء بن مالك».
من جهتها، سلّطت كل من «الغارديان» و«الديلي تلغراف» الضوء على دراسة لـ«المعهد الملكي للخدمات الموحدة» في بريطانيا فأشارت إلى إمكانية حشد أكثر من 300 ألف جندي للتدخل في سوريا في حال انهيار نظام الأسد. والسبب هو أن سقوط النظام، إن حدث، فسيؤدي إلى تفجير للنزاع داخل سوريا وخارج حدودها، علماً بأن منع امتداد النزاع إلى دول الجوار ووقوع اجتياحات عبر الحدود يعدّان مهمة أشدّ إلحاحاً.
وفي ضوء التدهور السريع باتجاه الحرب بالوكالة بين إيران والسعودية على الأراضي السورية، بحسب الصحيفتين، وفي ظلّ ما شهده الأسبوع الماضي من استهداف لشخصيات سورية، يصبح من الصعب الاستمرار في التعامل مع سوريا عن بُعد. وقد كتب القائد العسكري السابق في أفغانستان ريتشارد كيمب، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة، إن مسألة التدخل العسكري «قضية حية». وأضاف كيمب إن «مسؤولية المخططين العسكريين هي إعداد خيارات للتدخل في سوريا»، موضحاً أن «التحضير سيمضي اليوم في عواصم غربية عدة وعلى الأرض في سوريا وتركيا. ولكن ستكون لديهم تحفظات شديدة بشأن العواقب وثمن التدخل، فضلا عن التداعيات الجيوسياسية».
وذهبت دراسة المعهد الملكي إلى أن «نحو 75 ألف جندي سيكونون مطلوبين لحماية أسلحة النظام السوري الكيميائية لضمان عدم وقوعها بأيدي إرهابيين». في وقت كتب رئيس قسم العلوم العسكرية في المعهد مايكل كودنر إن «نقطة الانطلاق في حسابات التدخل الواسع هي 300 ألف جندي على الأقل».
(«السفير»)
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي