الاحتلال يعلن الحرب على غزة باغتيال الجعبري

اغتال طيران الاحتلال الإسرائيلي الرجل الثاني في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، عبر استهداف سيارته بصاروخ في شارع الخدمة العامة، وسط قطاع غزّة، فيما أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية على قطاع غزة، تحت اسم «عمود الغيم». وحظي العدوان الإسرائيلي على غزة بغطاء أميركي واضح، من خلال موقف صدر عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أكّد فيه أن بلاده تدعم ما تقوم به إسرائيل «في مواجهة الإرهاب» في غزة.
وأعلنت متحدثة باسم جيش الاحتلال أن الغارة الجوية التي أسفرت عن «مقتل أحد أبرز قادة القسام في غزة هي بداية عملية استهداف الفصائل الفلسطينية في القطاع».
وقالت للصحافيين: «بعد إطلاق الصواريخ في الأيام الأخيرة، قرر رئيس الأركان بيني غانتز السماح باستهداف المنظمات الإرهابية في قطاع غزة، كحماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى».
من جهتها، توعّدت كتائب القسام في بيان رسمي بردّ قاسٍ على اغتيال أحد أبرز قيادييها، مشيرةً إلى أن إسرائيل «فتحت أبواب جهنم باغتيالها الجعبري»، وتعهدت «بمواصلة طريق المقاومة».
ونعت حركة حماس الشهيد الجعبري عبر مكبّرات الصوت في مساجد قطاع غزّة، فيما أشار مصدر طبي فلسطيني إلى «استشهاد مرافق الجعبري محمد الهمص في الغارة الإسرائيلية».
وبعد اغتيال الجعبري، شنت طائرات إسرائيلية أكثر من 30 غارة جوية على قطاع غزّة، واستهدف القصف مقارّ الشرطة والأمن، ومنطقة تل الهوى وبيت لاهيا وحي الزيتون، حيث تصاعدت أعمدة الدخان، كما أفيد عن وقوع عددٍ من الشهداء والجرحى.
وأعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن «الضربات المؤلمة لحركة حماس سوف تتواصل. وقبل قليل استهدفنا معظم القدرات الصاروخية البعيدة المدى لحركة حماس التي تم تهريبها الى قطاع غزة الى أكثر من 40 كلم، كما استهدف كبار قادة حماس، وعلى رأسهم الجعبري».
وأعلن جيش الاحتلال، على حسابه الرسمي في موقع تويتر، استعداده لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة «إذا اقتضى الأمر».
وسقط أكثر من 10 شهداء نتيجة الغارات الإسرائيلية، بينهم طفل رضيع.
وذكرت مصادر صحافية إسرائيليّة أن رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية نجا من محاولة اغتياله من قبل طيران الاحتلال، وكذلك قائد كتائب القسام في المنطقة الجنوبية رائد العطار.
وأشار جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) في بيان إلى أن اغتيال الجعبري «تم خلال عملية مشتركة بين جهاز الأمن الداخلي والجيش». وأضاف البيان إن «الغرض من هذه العملية هو إضعاف سلسلة القيادة في حماس، بالإضافة الى بنيتها التحتية الإرهابية».

من جهته، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ودعا إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية.
وحذر عباس في بيان للرئاسة الفلسطينية من خطورة هذا التصعيد، مطالباً بوقف العدوان فوراً. وذكر البيان أن عباس «طلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير والعدوان الوحشي على أبناء شعبنا في قطاع غزة».
كذلك حذّر وزير الخارجية المصري محمد عمرو من تصعيد الوضع في القطاع، مطالباً إسرائيل بالوقف الفوري لغاراتها.
ودان عمرو في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية «سلسلة الغارات الجوية التي تقوم بها إسرائيل حالياً ضد قطاع غزة»، معتبراً أن «التصعيد الإسرائيلي في غاية الخطورة، ويأتي في مرحلة حرجة تمر بها المنطقة، الأمر الذي يهدد بإشعال الموقف بصورة خطيرة». وطالب عمرو «إسرائيل بوقف غاراتها على قطاع غزة فوراً وتفادي كل ما من شأنه تصعيد الموقف»، محذراً «إسرائيل من مغبة التصعيد وما يمكن أن يكون له من انعكاسات سلبية على أمن المنطقة واستقرارها».
(الأخبار، أ ف ب)