شهيد الأبوة القاضي رائد علاء الدين زعيتر

الابوة ليست مجرد شعار او لقب الابوة تضحية وايثار وهذا ما جسده الشهيد القاضي رائد علاء الدين زعيتر حينما ضاقت عليه الدنيا اذ رأى ابنه فلذة كبده في المستشفى مغشياً عليه ولا من احد يطمئنه بامكانية شفائه هنا. وليس من سبيل الا نقله للخارج لتلقي العلاج عل وعسى ان يعود اليه فلذة كبده ليرى البسمة ترتسم على وجهه.
نحن عرفنا القاضي رائد باسم زعيتر كرجل قضاء, مهيب الجانب عرفناه كرجل قانون ملتزم, ولكن اليوم الامر مختلف فنحن نراه كأب حنون كل همه ان ينقذ فلذة كبده, كأب ضحى بكل شيء من اجل ان يوفر لابنه افضل سبل العلاج, فغادر من عمان متجها الى نابلس بعد ان اجرى اتصالاته مع الاقارب هناك كي يوفر ثمن تكلفة العلاج لابنه, تناسي كل شيء ووضع نصب عينيه صورة ابنه الذي يعيش في غيبوبة في احدى مستشفيات عمان. شعور يعرفه كل أب حين ترتفع حرارة الابن درجة او درجتين فيركض الاب حينها الى اقرب عيادة او طبيب او مستشفى فما بالكم حين يكون الابن فاقداً للوعي والاطباء يشيرون على الاب ان لا امل له هنا في العلاج.
هل يترك ابنه ليموت بين يديه؟ هل يقف وينتظر ويعد الدقائق والساعات حتى تصعد الروح لبارئها؟ اطلاقاً انه ليستحق منا بحق ان يكون شهيد الابوة وانه ليستحق منا ان نقف وقفة رجل واحد مع ابنه الذي ما زال يرقد في المستشفى, علينا وان عجزنا ان نقف معه في حياته لتوفير العلاج اللازم لابنه ان نقف معه وهو شهيد من خلال وقوفنا الى جانب ابنه.
رحل الشهيد وترك حلمه وامله في ان يرى البسمة على وجه طفله, وعلينا ان نحقق له هذا الحلم.
تذكرني هذه الحادثة بحادثة مقتل الطفل الشهيد محمد الدرة بين يدي والده, وبينما يحاصره جنود الاحتلال هو ووالده والطفل مختبيء باحضان ابيه, اطلق الجنود اللقطاء الرصاص الحي ليفجع الاب بابنه شهيداً بين يديه, وليصرخ باعلى صوته "مات الولد مات الولد"
السؤال المطروح " هل ماتت انسانيتنا هل ماتت ضمائرنا هل ماتت كرامتنا"؟ ام هل سننتفض لنوقف نزيف الدم والكيان اللقيط اللانساني واللاقانوني عن ارتكاب المزيد من الجرائم؟
ليس الضمير العربي والاسلامي هو المسائل في هذا انما الضمير العالمي ايضاً هذا ان وجد حقاً