خلود الخطاطبة - رفضت سهاد طلب حماتها ''تمليح '' طفلها المولود حديثا ليقينها بضرر هذه العادة المتوارثة على صحة طفلها ، ولكن اصرار حماتها وزوجها والمشكلة العائلية التي حدثت ما بينها وبين زوجها وحماتها حول هذا الموضوع ارغمها على الإستسلام والخضوع لرغبتهما .
قامت الحماة بوضع كمية كبيرة من الملح على جسد الوليد الغض لإعتقادها بأهمية هذه الممارسة؛ لصحة جلدة وحمايته من الأمراض ، وكانت تردد دائما بأنها قامت بتمليح ابنائها الثمانية كما تم تمليحها قبلا من قبل والدتها وان الأمر اكسبهم جميعا مناعة ضد الأمراض الجلدية وتنظيم التعرق حسب اعتقادها .
وتقول سهاد : شعرت بالقهر والحزن الشديد على طفلي وهو يصرخ اثناء وضع الملح على جسده ولكن بكائه بقي لساعات وبشكل متواصل ،فلم استطع التحمل فقد ارادت حماتي ان يبيت والملح على جسده لتقوم في اليوم التالي بغسله ودهن جسده بالزيت .
ولكننني قمت بغسله وهرعت به الى اقرب مستشفى وبعد معاينة الطبيب له تبين انه في حالة حرجة نتيجة للجفاف الذي اصيب به اضافة الى تأثر جلدة الشديد الواضح فقام واخبرني انه لولا عناية الله واحضاره للمستشفى قبل فوات الأوان لفقد الطفل حياته نتيجة لنقص السوائل وحساسية الجلد التي اصيب بها .
سهاد حالة من عشرات الحالات التي تراجع المستشفيات وعلى الأخص في المناطق الشعبية والأرياف نتيجة لبعض العادات والممارسات الخاطئة المتعلقة بالمواليد الجدد وأخطرها تمليح الأطفال ، ووضع مواد غريبة على الحبل السري ،واستخدام ''الكحل '' واعطائهم خليط من الحليب والبيض النيء بعد ايام من ولادتهم .
مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم ورئيس الجمعية الأردنية للتثقيف الصحي د. زهير ابو فارس قال بأن:'' هذه العادات بالرغم من اختفائها لدى فئة كبيرة من المجتمع الا انها مازالت موجودة وتمارس في بعض المناطق وعلى الأخص في المناطق الشعبية والأرياف'' .
لافتا الى انه:'' كثيرا ما يصادف حالات خطرة لأطفال جدد نتيجة عملية '' التمليح '' التي يقوم بها بعض الأهالي لمواليدهم الجدد ، ويضيف د.ابو فارس بأن الأمهات الشابات في الغالب ما يرفضن مثل هذه الممارسات ولكن ضغوط الأم او الحماة تجبرهن على الاستسلام للأمر بحجة أنهن وأزواجهن وأهاليهن تعرضوا للأمر بطفولتهم ولم يؤثر عليهم .
وأكد ابو فارس ان العديد من الأطفال فقدوا حياتهم بسبب '' التمليح '' وغيرها من الممارسات الخاطئة بحق المواليد الجدد إضافة الى تعرض حياة الكثير منهم للخطر ولبعض الأمراض الخطرة والمزمنة .
واضاف د. ابو فارس:'' طبيعة جلد الطفل الوليد قابلة لإمتصاص السوائل واي مادة توضع عليه او يدهن بها جسده بشكل كبير وسريع ، لذلك فإن وضع الملح والزيت على حلده خطرة لأنه يقوم بامتصاصها على الفور وكأنه يأخذها وريديا ، لذلك يؤدي الملح الى امتصاص السوائل من جسم الطفل فيعرضه للجفاف الشديد وخطر الموت'' .
ومما يزيد بعض الممارسات خطورة انها لا اصل لها ؛ كوضع التراب على الحبل السري للطفل ليجف سريعا ، وبأنه يرى العديد من الحالات المصابة بالتخمج والالتهابات الحادة والكزاز نتيجة هذا الإعتقاد القاتل ، ونبه ايضا الى خطورة خلط البيض النيء بالحليب وارضاعه للوليد حديثا ووصفها بالجريمة لما تسببه من تلف لكبد الوليد والكلى والمرارة لديه وكل أعضائه الداخلية .
..والمؤلم ان هذ الممارسات ومايتبعها من أمور صحية عشوائية جريمة بحق الطفولة ومنافية لحقوق الإنسان ودعا الآباء الى فرض اعتقاداتهم السليمة بخصوص ابنائهم وعدم السماح للغير بالتدخل بشكل سلبي فيما يخص مواليدهم الجدد وطريقة التعامل معهم ، وضرورة اللجوء للطب فقط بهذه الأمور .
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي