د. بشارة : "الشعب العراقي اسقط المحافظين الجدد"
22/07/2010
همام كدر - الجزيرة توك - حمص
من الغريب أن ما يوّحد الساحة العربية اليوم ثقافيا إلى حد بعيد هو الإعلام المملوك من قبل خصوم تاريخيين للوحدة العربية،وإن ديناميكية التطور الحالي للثقافة العربية هو أن أصحاب الفكر التفتيتي الذين لا يؤمنون بوجود القومية العربية يجدون أنفسهم مضطرين لنشر هذا الفكر بأن يوحّدوا الأجندات العربية والهموم العربية. بهذه الكلمات بدأ المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة محاضرته التي أقامها مجلس مدينة حمص بعنوان "التحديات الأساسية الراهنة التي يواجهها عالمنا العربي"،
فلم تكن لهجته الفلسطينية المحببة هي ما جعل المئات من السوريين مشدوهين لكل كلمة يقولها هذا الرجل الستيني بل إن الحليب الذي شربه السوريين كان مبسترا بتفاصيل القضية الفلسطينية وبالتالي فأن كل من يأتي من فلسطين سيكون مكان القلب يحكي والكل يسمعه بشغف فإن أوقفت أي سورية دكتور بالجامعة أو سائق أجرة وقلت له أنا أتيت من فلسطين فلن يتركك قبل أن تحدثه عن كل التفاصيل التي تتعلق بهذا الجزء من الأمة وهكذا كان لقاء السوريين مع الدكتور عزمي بشارة في حمصالدكتور بشارة أكد بأنه يوجد منطق جاري حاليا دون تخطيط حزبي وأيدلوجي بتوحيد الأجندات العربية. حيث رأينا كيف كان الوطن العربي بكامله كتلة واحدة متضامنة بالحرب على غزة وقبله العدوان على لبنان ،أي أنه رغم انتشار المشاكل والصعوبات الكثيرة التي تواجهنا على مستوى الاستعمار الجديد ومحاولات تفريقنا طائفيا،وإنشاء هويات جديدة وعلى مستوى العدوانية الإسرائيلية، ولكننا بالمجمل نتحدث عن إطار واحد ومشاكل واحدة تمس الإطار العربي.
وأضاف الدكتور بشارة بأن الأزمة التي نواجهها حاليا منذ عام 1967 ليست أزمة المشروع القومي العروبي بل أزمة الدولة القطرية وماطرح بالعقود الماضية على أنه بديل للمشروع العربي بالدولة القطرية التي تعاني من أزمة حيث أن كل المعترضين على فكرة العربية بحجة أنها تؤجل مهام التنمية والديمقراطية كان معهم حق بتلك الفترة فكان من الضروري أن تكون الوحدة العربية هي الحل لقضايا التنمية والتطور.
وأوضح المفكر العربي بشارة بأن من طرح البديل بأن الدولة القطرية هي الحل كان أمامهم حلين لانتشار الهوية البديلة عن الهوية العربية فهو إما إنشاء هوية على أساس المواطنة أو البديل الثاني وهو استخراج الهويات القديمة ماقبل التاريخ كالكنعانية والبابلية .
وطرح الدكتور بشارة سؤال هل نجحت الدولة القطرية العربية بإنشاء هوية قومية بديلة للهوية العربية؟ والجواب طبعا لا لنرى ما يجري للهوية السودانية والعراقية وبالتجربة اللبنانية .
وأكد الدكتور بشارة بأن الأعوام الأخيرة أثبت أن الأزمة أزمة قطرية ليس أزمة تيار قومي عربي مشيرا بأن الحرب على العراق لايوجد لها مثيل بالتاريخ الحديث من ناحية الأكاذيب ووقاحة الأهداف الاستعمارية فبعد أن ضرب النظام العراقي أين الهوية العراقية لذا لايوجد بديل لتماسك مجتمعات العربية إلا الهوية العربية لأنها تقوم على الثقافة فبغض النظر عن الألوان التي جئنا منها واختلاط الأقوام فبوتقة الصهر لهذا التنوع هي الثقافة العربية الإسلامية بغض النظر عن أصولنا فالشعوب حالة ثقافية تتشكل ببوتقة صهر اسمها اللغة والتجربة التاريخية والحديثة.
وشدد الدكتور بشارة على موضوع الهوية العربية واللغة العربية فلايوجد أحد محصن من وصول الفيروس والجرثومة التي ستدفع بعض النخب السياسية والعربية للابتعاد عن فكرة الهوية العربية لأنها يعتبرونها هوية لاتتناسب مع حاجات العصر وأن أي تطوير لأي شعب يتم من خلال تطوير لغته ولاتتطور اللغة أيضا إلا باستخدام مصطلحات علمية .
وتطرق المفكر العربي بشارة إلى بعض التحديات الأخرى المتعلقة بشرعية بعض الجمهوريات واتجاه البعض الفاقد للشرعية تجاه نظام تحالفات جديدة تؤسس لمصادر قوة أهمها حالة الانتقال لتحالف كامل مع الدول الرأسمالية حيث أن بعض الأنظمة التي فقدت الشرعية مع شعبها ولم تستطيع العودة إليها تعمل على الاتجاه للتحالف مع الغرب عن طريق التفاهم مع إسرائيل
وأشار الدكتور بشارة بأن أحداث 11 أيلول سرّعت بتوضيح مفاهيم المحافظين الجدد تجاه العالم العربي والإسلامي ونحن نعيش حاليا أزمة النظام البديل للعروبة والقومية العربية، وبأن قضية فلسطين هي قضية عربية وآخر مسألة استعمارية بالعالم والشعب الفلسطيني ليس المستهدف بل لأنه كان موجود بتلك الفترة بل المستهدف هي الأمة ووحدتها وأنواع أنظمتها وثرواتها مشيرا بأن اتفاقية أوسلو تعد نكبة حركة التحرر العربي لذا قضية فلسطين لايمكن أن تتقدم دون البعد العربي خاصة أن الشعوب العربية مع فلسطين وليس مع التسوية مع إسرائيل وبالتالي طالما هذه الإرادة موجودة عند الشعوب ينقصنا أن نؤطرها بشكل تؤثر على الحكومات ولن تأتي بعد ذلك قوة تصهر هذه الأمة .
وختم المفكر العربي بشارة بأن الشعب العراقي لم ينتصر بالعراق لكن رغم ذلك أمريكا هزمت عبر فشل مشروعها عند المحافظين الجدد الذي ضرب بأجزاء من أمتنا في لبنان والعراق وفلسطين واكد على نقطة أن الشعب العراقي أسقط المحافظين الجدد.
ثم تم تكريم المفكر العربي عزمي بشارة بسيف دمشقي مقدم من أمين فرع الحزب بحمص مع هدية تذكارية من مجلس مدينة حمص.
22/07/2010
همام كدر - الجزيرة توك - حمص
من الغريب أن ما يوّحد الساحة العربية اليوم ثقافيا إلى حد بعيد هو الإعلام المملوك من قبل خصوم تاريخيين للوحدة العربية،وإن ديناميكية التطور الحالي للثقافة العربية هو أن أصحاب الفكر التفتيتي الذين لا يؤمنون بوجود القومية العربية يجدون أنفسهم مضطرين لنشر هذا الفكر بأن يوحّدوا الأجندات العربية والهموم العربية. بهذه الكلمات بدأ المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة محاضرته التي أقامها مجلس مدينة حمص بعنوان "التحديات الأساسية الراهنة التي يواجهها عالمنا العربي"،
فلم تكن لهجته الفلسطينية المحببة هي ما جعل المئات من السوريين مشدوهين لكل كلمة يقولها هذا الرجل الستيني بل إن الحليب الذي شربه السوريين كان مبسترا بتفاصيل القضية الفلسطينية وبالتالي فأن كل من يأتي من فلسطين سيكون مكان القلب يحكي والكل يسمعه بشغف فإن أوقفت أي سورية دكتور بالجامعة أو سائق أجرة وقلت له أنا أتيت من فلسطين فلن يتركك قبل أن تحدثه عن كل التفاصيل التي تتعلق بهذا الجزء من الأمة وهكذا كان لقاء السوريين مع الدكتور عزمي بشارة في حمصالدكتور بشارة أكد بأنه يوجد منطق جاري حاليا دون تخطيط حزبي وأيدلوجي بتوحيد الأجندات العربية. حيث رأينا كيف كان الوطن العربي بكامله كتلة واحدة متضامنة بالحرب على غزة وقبله العدوان على لبنان ،أي أنه رغم انتشار المشاكل والصعوبات الكثيرة التي تواجهنا على مستوى الاستعمار الجديد ومحاولات تفريقنا طائفيا،وإنشاء هويات جديدة وعلى مستوى العدوانية الإسرائيلية، ولكننا بالمجمل نتحدث عن إطار واحد ومشاكل واحدة تمس الإطار العربي.
وأضاف الدكتور بشارة بأن الأزمة التي نواجهها حاليا منذ عام 1967 ليست أزمة المشروع القومي العروبي بل أزمة الدولة القطرية وماطرح بالعقود الماضية على أنه بديل للمشروع العربي بالدولة القطرية التي تعاني من أزمة حيث أن كل المعترضين على فكرة العربية بحجة أنها تؤجل مهام التنمية والديمقراطية كان معهم حق بتلك الفترة فكان من الضروري أن تكون الوحدة العربية هي الحل لقضايا التنمية والتطور.
وأوضح المفكر العربي بشارة بأن من طرح البديل بأن الدولة القطرية هي الحل كان أمامهم حلين لانتشار الهوية البديلة عن الهوية العربية فهو إما إنشاء هوية على أساس المواطنة أو البديل الثاني وهو استخراج الهويات القديمة ماقبل التاريخ كالكنعانية والبابلية .
وطرح الدكتور بشارة سؤال هل نجحت الدولة القطرية العربية بإنشاء هوية قومية بديلة للهوية العربية؟ والجواب طبعا لا لنرى ما يجري للهوية السودانية والعراقية وبالتجربة اللبنانية .
وأكد الدكتور بشارة بأن الأعوام الأخيرة أثبت أن الأزمة أزمة قطرية ليس أزمة تيار قومي عربي مشيرا بأن الحرب على العراق لايوجد لها مثيل بالتاريخ الحديث من ناحية الأكاذيب ووقاحة الأهداف الاستعمارية فبعد أن ضرب النظام العراقي أين الهوية العراقية لذا لايوجد بديل لتماسك مجتمعات العربية إلا الهوية العربية لأنها تقوم على الثقافة فبغض النظر عن الألوان التي جئنا منها واختلاط الأقوام فبوتقة الصهر لهذا التنوع هي الثقافة العربية الإسلامية بغض النظر عن أصولنا فالشعوب حالة ثقافية تتشكل ببوتقة صهر اسمها اللغة والتجربة التاريخية والحديثة.
وشدد الدكتور بشارة على موضوع الهوية العربية واللغة العربية فلايوجد أحد محصن من وصول الفيروس والجرثومة التي ستدفع بعض النخب السياسية والعربية للابتعاد عن فكرة الهوية العربية لأنها يعتبرونها هوية لاتتناسب مع حاجات العصر وأن أي تطوير لأي شعب يتم من خلال تطوير لغته ولاتتطور اللغة أيضا إلا باستخدام مصطلحات علمية .
وتطرق المفكر العربي بشارة إلى بعض التحديات الأخرى المتعلقة بشرعية بعض الجمهوريات واتجاه البعض الفاقد للشرعية تجاه نظام تحالفات جديدة تؤسس لمصادر قوة أهمها حالة الانتقال لتحالف كامل مع الدول الرأسمالية حيث أن بعض الأنظمة التي فقدت الشرعية مع شعبها ولم تستطيع العودة إليها تعمل على الاتجاه للتحالف مع الغرب عن طريق التفاهم مع إسرائيل
وأشار الدكتور بشارة بأن أحداث 11 أيلول سرّعت بتوضيح مفاهيم المحافظين الجدد تجاه العالم العربي والإسلامي ونحن نعيش حاليا أزمة النظام البديل للعروبة والقومية العربية، وبأن قضية فلسطين هي قضية عربية وآخر مسألة استعمارية بالعالم والشعب الفلسطيني ليس المستهدف بل لأنه كان موجود بتلك الفترة بل المستهدف هي الأمة ووحدتها وأنواع أنظمتها وثرواتها مشيرا بأن اتفاقية أوسلو تعد نكبة حركة التحرر العربي لذا قضية فلسطين لايمكن أن تتقدم دون البعد العربي خاصة أن الشعوب العربية مع فلسطين وليس مع التسوية مع إسرائيل وبالتالي طالما هذه الإرادة موجودة عند الشعوب ينقصنا أن نؤطرها بشكل تؤثر على الحكومات ولن تأتي بعد ذلك قوة تصهر هذه الأمة .
وختم المفكر العربي بشارة بأن الشعب العراقي لم ينتصر بالعراق لكن رغم ذلك أمريكا هزمت عبر فشل مشروعها عند المحافظين الجدد الذي ضرب بأجزاء من أمتنا في لبنان والعراق وفلسطين واكد على نقطة أن الشعب العراقي أسقط المحافظين الجدد.
ثم تم تكريم المفكر العربي عزمي بشارة بسيف دمشقي مقدم من أمين فرع الحزب بحمص مع هدية تذكارية من مجلس مدينة حمص.
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي