هي السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولدت بعد أربعة عشر عاما من سقوط الدولة الأموية وصعود العباسيين، ولكن أوضاع آل البيت من أبناء الإمام علي لم تكن بأفضل حالا مع أبناء عمومتهم العباسيين، فوجود العباسيين على سدة الخلافة بمساعدة الفرس بقيادة أبو مسلم الخراساني جعلهم يناصبون العلويين العداء، فآل البيت يحظون بشعبية واسعة بين المسلمين، وتستقر محبتهم في قلوب الطبقات الفقيرة والمهمشة، الأمر الذي جعلهم يتزعمون صفوف عامة المسلمين الذين يحتجون على مظاهر البذخ والتفاوت في الدولة العباسية، ولم تكن السيدة نفيسة خارج إطار هذه الحسابات، فبعد أن عاشت لسنوات بالقرب من قبر النبي لتقوم على خدمة القبر ورعاية زواره، والقيام بالعبادات أتى الخلاف السياسي بين العلويين والعباسيين ليدفعها للهجرة إلى مصر بصحبة زوجها اسحق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق، ولما كان المصريون ممن جاوروا النبي الكريم أثناء زياراتهم للحج، فحظيت السيدة زينب باستقبال كبير في العريش، حيث توافد أعيان مصر ومشايخها للترحيب بضيفتهم الكبيرة التي اشتهرت بصلاحها وكرمها.
في مصر عاشت السيدة نفسية لسنوات، وكان الناس يقبلون عليها للتبرك بها، الأمر الذي جعل الوالي يقيم لها دارا ويحدد يومين لزيارتها، حيث تشكت أنها لم تتمكن من التفرد للعبادة كما كانت عادتها في المدينة المنورة، إلا أن موعد زيارتها تحول إلى مناسبة في القاهرة، ومكنها ذلك من أن تصبح شخصية مؤثرة في حياة المصريين، فلما تزايدت المظالم في عهد أحمد بن طولون خرجت له السيدة نفيسة وطالبته بلغة صارمة أن يكف مظالمه عن عاتق الناس، فلم يكن أمامه إلا أن يجيبها إلى كثير مما طلبته، وكانت من عادة البعض أن يلجأ اليها ويستجير إذا لحقه ظلم من الوالي أو الأمير، فكان الأعوان ورجال الشرطة لا يتمكنون من التعدي على ذلك الشخص في جوارها، إلا أن بعضا من كتب التاريخ وكثير من كتب السير الشعبية المتأثرة بالنفس الصوفي تنسب إلى السيدة نفيسة كرامات تجاوز المعقول، ولا تضيف لها فضلا أكثر من عبادتها وعملها الصالح ووقوفها بجانب الفقراء والمستضعفين.
لما توفيت السيدة نفيسة عمل زوجها على نقلها إلى المدينة المنورة لتدفن قرب النبي الكريم في البقيع، الأمر الذي أدى إلى اضطراب القاهرة، فخرج أهلها يحاولون أن يثنوه عن ذلك بشتى الطرق، إلا أنه أصر على نقلها للبقيع لتكون بجوار النبي الكريم الذي عاشت شبابها وهي على مقربة منه تقوم بعباداتها وترعى زواره، إلا أن زوجها يحلم بالنبي وهو يأذن له أن يترك نفيسة في مصر، فتدفن في منطقة درب السباع التي أصبحت تعرف من وقتها بالسيدة نفيسة، وبقربها يدفن عدد كبير من أعيان آل البيت حتى عرفت المنطقة بطريق آل البيت.
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي