حين أتابع زيارات المسؤولين العرب الى بعضهم بعضا، يعرب كل منهما للآخر عن متانة العلاقات الثنائية بين البلدين..
طبعا "متانة" تعني، لو اجتمعت دول آسيا ودول الاتحاد الاوروبي على أن يهزوا شعرة في علاقاتنا لن يستطيعوا لأن الدم واحد، والمصير واحد، والحلم واحد
ونحن طلاب في الصف الرابع "ج" كان ما يهز علاقاتنا فيما بيننا من يعرف اسم ام الثاني، وعادة ما كان يتسبب ذلك في مشاجرة حامية الوطيس، وكأن الشخص عرف سرا من أسرار المفاعل النووي وليس مجرد اسم تحمل مثله نصف نساء الاردن
ما زلت أذكر ان من كان اسم أمه "حليمة" ، او "فضية" ، او "نعمة" لا ينحرج أبدا، كون تلك الاسماء في ذلك الوقت كان لها وقع الشدة والبأس، بينما من كان اسم أمه "غدير" او "منى" او "سميرة" كان يستشيط غضبا من مناداته باسم أمه، كون تلك الاسماء في ذلك الوقت كانت توحي بالتمدن والتطور والنسكافيه
زمان وحين كان العرب في عنفوانهم وشدتهم كان ما يعكر صفو العلاقات بينهم فقط وزير اعلام يظهر على شاشة التلفاز ويتهم دولة شقيقة باجهاض القضية، او موقف سياسي لاحدى الدول يهدد مستقبل العرب او وحدتهم، او اجتياح دولة شقيقة لدولة شقيقة، بينما اليوم وكأن ساسة العرب عادوا طلابا في الصف الرابع "ج" ، ما يهدد علاقاتنا الاخوية "لايك" لصورة زعيم عربي وهو "غافي" ، او تعليق ينتقد دخول دولة عربية شقيقة كتاب "جينيس" بأطول سيخ "كباب" ، او تغريدة على تويتر تشرح بالارقام بان تكلفة طعام خيول، واغنام، وكلاب، وقرود، وصقور، احد الزعماء العرب تكفي لسداد مجاعة الصومال
نحن كإخوة لنا جميعا تاريخ واحد ومجد واحد، من صحرائنا خرجت أعظم رسالة في التاريخ، ومن تفكير عقولنا كنّا مرجعا في الطب، ومدرسة في علم العمران، وعلماء في الفلك والرياضيات، ومن نبل أخلاقنا كنّا نحمي الدخيل ونغيث الملهوف، ومن كرمنا كان لدينا في كل بيت "حاتم" مضرب المثل في الكرم والجود، ومن شجاعتنا قلنا لعظيم الروم: أسلم تسلم، والا أرسلنا لك جيشا رجاله يحبون الموت كما تحبون الحياة، ومن عظيم ديننا حين كانت شعوب البشر تأكل البشر كان لدينا الاحسان بالاحسان، ومن حسن تدبيرنا وأمانتنا كنّا ننثر الحبوب حتى لا يجوع طير في بلاد المسلمين، ومن بأس رجالنا لم يكن يستعصي علينا فتح مدينة او دولة او حتى قارة، ومن عدلنا كان قائدنا وفارسنا وفقيرنا وكبيرنا وصغيرنا امام الحق سواء، ومن زهدنا في الحياة كنت لا تعرف الغني من الفقير، ومن صرخات نسائنا كانت تتحرك الجيوش، ومن إنسانيتنا عرفنا حقوق الانسان، وحقوق الطفل، وحقوق الحيوان، وحقوق الاسير، وحقوق الجار، وحقوق المرأة قبل غيرنا بآلاف السنين
من لهم هذا التاريخ العظيم المشترك، ما يعكر صفو العلاقات بينهم فقط من يريد أن يدخل بجيشه فلسطين اولا، او من يريد أن يسدد رمق الجياع في امتنا اولا، او من يريد ان يوقع على بيان وحدة الامة اولا
ان نترك تسابقنا الى المجد والتاريخ والمستقبل والوحدة ونلتفت الى ما ينشر فقط على الفيسبوك
هذا ليس اسمه "تعكير صفو العلاقات" ، هذا اسمه "سلامة تسلمك" على أمة صنعت المجد والانجازات
العرب اليوم
صالح عبدالكريم عربيات
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:24 pm من طرف الادارة
» رابط المدونة على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:20 pm من طرف الادارة
» مدونة عربي على الفيسبوك
الأحد سبتمبر 01, 2024 2:19 pm من طرف الادارة
» تأملات
الإثنين أبريل 29, 2019 3:35 am من طرف عربي
» اخر نص ساعة
الإثنين أبريل 29, 2019 3:34 am من طرف عربي
» اختلاف
الإثنين أبريل 29, 2019 3:32 am من طرف عربي
» الاحتلال
الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 2:21 am من طرف عربي
» رجال كبار
السبت أغسطس 12, 2017 7:58 pm من طرف عربي
» صراع الحكم في الغابة
السبت يونيو 24, 2017 8:08 am من طرف عربي
» طخ حكي
السبت مايو 20, 2017 4:45 am من طرف عربي